هل يجوز تقديم تقرير طبي للجامعة لاستكمال الامتحانات على الرغم من أنني لم أكن مريضاً كل فترة الامتحانات؛ ولكن خشيت أن تسوء حالتي؟
فتوى رقم 4721 السؤال: في الامتحانات في بلادنا هناك رخصة تسمَّى الاستدراك، وهي فرصة ثانية تُعطَى لمن غاب بسبب مرض أو لم يَغِبْ لكن معدلاته سيئة، أما الغائب دون مبرِّر فإنه يرسب مباشرة. قبل سنين وأثناء اجتياز الاختبار في رمضان حصلت لي وعكة شديدة بسبب العطش والتوتر منعتني من التركيز وإكمال الاختبار فسجَّلت حضوري وخرجت قبل انصرام المدة، والتقيت المدير فحدثته فأمرني بإحضار شهادة طبية ترخِّص لي الاستدراك. لكنني لم أذهب وأنا مريض للطبيب وإنما عدت للبيت وارتحت، وفي الصباح ذهبت إليه لاستصدار شهادة المرض وتغيَّبت عن بقية الاختبار على الرغم من أنني تحسَّنت حينها وكنت قادراً على إكماله، لكنني خشيت أن تكون الوعكة التي حصلت وبسببها خرجت دون إكمال اختبار الأمس أنها ستؤثر على معدلي، بل كنت خائفاً أن تسبِّب رسوبي إذا حصلت على صفر، فلما حدثت الطبيب بما جرى أعطاني الشهادة وقدَّمتها، ثم نجحت ولله الحمد في الاستدراك بمعدل جيد. المشكل يكمن في أن شهادة الطبيب نصَّت على أن غيابي مبرَّر بسبب المرض، وفي الحقيقة أنا تحسنت في ذلك الصباح وكان بإمكاني الذهاب لإنجاز المادة الأخيرة لكنني بنيت اجتهادي على كلام المدير فظننت أنني مستحق للشهادة فقط بسبب ما جرى لي من مرض، ولم أنتبه إلا قبل مدة يسيرة أن الشهادة في حقيقة الأمر إنما هي لتبرير الغياب بالمرض. سؤالي هل شهادتي شهادة زور؟ وما مدى تأثيرها على معدلي ووظيفتي ومالي؟ لا أعلم هل ما فعلته يخالف القانون أم لا؟ هل يجب عليَّ سؤال المختصِّين؟ يجدر التنبيه إلى أنه -وعند إعلان النتائج- تبين أن المادة التي مرضت أثناءها حصلت فيها على نقطة سيئة لكن ليست صفراً يوجب الرسوب كما كنت أظن، فلو أنني أكملت فإنه يغلب على ظني أنني كنت سأنجح دون استدراك، لكن بمعدل أقل، والله أعلم.
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
لا حرجَ فيما قمت به، ولا يوصف بأنه شهاد زور، فالمرض له مقدمات ومنه وهن الجسم وضعفه بسبب الصيام، وله أسباب نفسية، فمن أسبابه النفسية ضغط الامتحانات الذي ينتج عنه التوتر النفسي. والطبيب رأى أن الراحة مطلوبة كي لا تتجدَّد الوعكة التي ألـمَّت بك أثناء الاختبارات.
وعليه: فإن ما مضى من إصدار شهادة طبية صادرة عن طبيب متخصِّص لا تُعتبر شهادةَ زور.
وننبِّه السائل على أن ما خطر في ذهنك هو وسواس يجب دفعه ومنعه من أن يسيطر على تفكيرك. والله تعالى أعلم.