فتاة عازب حامل بشهرين وعندها مشكلة صحية تسمّى كهرباء الرأس، وأهلها لا يدركون المصيبة التي هي فيها، وتريد الإجهاض
الفتوى رقم 3968 السؤال: السلام عليكم، فتاة عازب حامل بشهرين عندها مشكلة صحية تسمّى كهرباء الرأس، وأهلها لا يدركون المصيبة التي هي فيها، فهل الاجهاض في هذه الحالة شرعي أم لا؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بالنسبة للسؤال: هل المقصود أن هذه الفتاة قد حملت حملاً غير شرعي ومن دون علمها -أثناء حصول نوبة الكهرباء في الرأس- أم أن المقصود أنها حامل حملاً شرعياً لكن بسبب مرضها -كهرباء بالرأس- فهل يَحِلُّ لها إسقاط الجنين.
بدايةً، فالإجهاض لا علاقة له في مسألة كون الحمل شرعيًّا أم غير شرعي. فالإجهاض حكمه واحد، وإن كان الأفضل إن كان في بدايته في حالة الحمل غير الشرعي، هو الإسقاط. وقد نصَّ فقهاء الشافعية -رحمهم الله- في كتبهم المعتمدة على جواز الإسقاط قبل زمن نفخ الروح. قال الفقيه الرمليُّ الشافعيُّ -رحمه الله- في كتابه “نهاية المحتاج” (8/443): “الراجح تحريمه بعد نفخ الروح مطلقًا، وجوازُه قبله”. انتهى.
وقال الفقيه القليوبيُّ الشافعيُّ -رحمه الله- في “حاشيته على شرح المحلِّي على المنهاج” (4/160): “نعم، يجوز إلقاؤه ولو بدواء قبل نفخ الروح فيه، خلافًا للغزالي”. انتهى.
أما إذا كان الإجهاض بسبب الحالة المرضية -الكهرباء بالرأس- فالجواب متوقِّف على قول عدد -ثلاثة- من الأطباء المسلمين الماهرين في اختصاصهم، فإن اتفقت كلمتهم على أن الحمل يشكِّل خطرًا عليها بأن تزداد نوبات الصرع لدى الحامل، أو يشكِّل خطرًا على الجنين؛ بحيث يغلب على الظن أن يُصاب بتشوُّهات جسدية أو عقلية، فحينئذ لا مانع من إسقاط الحمل في البدايات -شهران كما في نصِّ السؤال-. ويُشترط مع ذلك علم الزوج ورضاه. وننصح تلك المرأة إن كان الحمل شرعياً بأن لا تُسقطه إذا لم يكن ثمة ضرر صحيٌّ يقرِّره الأطباء ولا يمكن معالجته بالأدوية، عسى الله أن يجعل في هذا المولود فاتحة خير، ونذكرها بقول الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [سورة البقرة الآية: 216]، وبقول الله تعالى: (فعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) ]سورة النساء الآية: 19[. والله تعالى أعلم.