طبيبة أعطي تقارير يتوقف عليها إنهاء حياة المريض، فهل هذا يُعَدُّ مشاركة في قتل النفس؟

الفتوى رقم: 1089 السؤال: أنا طبيبة في هولندا، يُطلب مني إعطاءُ تقرير في بعض الحالات المـَــرَضِيَّة المــُستعصِية على العلاج حتى يَتِمَّ إنهاء حياة هذا المريض، فإنهاء حياته متوقف على التقرير الذي سوف أكتبه، فهل هذا يُعَدُّ مشاركة في قتل النفس؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

إن كتابة التقرير الطبي وتوصيف حالة المريض لا يُعتبر إعانة على قتله، وإنما الممنوع والمحرَّم هو أن تكون الطبيبة السائلة موظَّفة ضمن تلك الجمعية التي تُعنىَ بقتل من يرغب بالموت والمرخَّصة من الدولة في هولندا، أو أن يتضمن التقرير جواز القتل أو الإشارة إلى أن المريض يمكن قتله، فهذا حرام لا يجوز؛ ففيه إعانة على القتل، والله تعالى يقول في كتابه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [سورة المائدة الآية:2]، وقد وصف الله المؤمنين بقوله: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) [سورة الأسراء الآية: 33]، وقد روى البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرَ رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال: “لن يزال المؤمنُ في فُسْحَةٍ من دينه ما لم يُصِبْ دمًا حرامًا”.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *