الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما؟
فتوى رقم 4896 السؤال: عمري 81 سنة، وزوجي عمره 91 سنة، لا نستطيع الصيام في شهر رمضان بسبب الهرم، زوجي صام رمضان الماضي يومين وأفطر بقية الشهر؛ لأن الصيام يسبِّب له الدوخة والدوران، وأنا ليس لدي أمراض الحمد لله، ولكن لا أستطيع المشي إلا على العكاز، فهل يجوز لنا الفطر في رمضان؟ وماذا يترتب علينا؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
قال الله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ …) [سورة البقرة، الآية: 184]. قال أهل العلم: هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيُطعما مكان كلِّ يوم مسكيناً. وقد اتفق الفقهاء على أن الرجل -أو المرأة- الكبير الفاني يعجزان عن الصوم يرخَّص لهما الفطر، وذهب أكثر أهل العلم إلى وجوب الفدية عليهما للآية التي ذكرناها. والفدية هي مُدٌّ -يُقَدَّر بـ 600 غرام عن كلِّ يوم، من غالب قوت -طعام- أهل البلد؛ كالأرز والفول والعدس أو التمر مثلاً… يُمَلَّك –يُعطَى- لفقير أو مسكين مسلم غير الأصول (كالأب والأم) والفروع (كالابن والبنت). وأجاز بعضُ أهل العلم دفعَها نقداً. وتقدَّر اليوم بـمئتي ألف ليرة لبنانية ( 200,000 ل.ل) عن كلِّ يوم. وتُخرج الفديةُ في نهاية شهر رمضان أو بعده. يقول الفقيه الشهاب الرمليُّ الشافعيُّ -رحمه الله- في فتاويه (2/ 74): “يتخيَّر في إخراجها بين تأخيرها، وبين إخراج فدية كلِّ يومٍ فيه، أو بعد فراغه” انتهى. ويقول العلَّامة الزركشيُّ الشافعيُّ -رحمه الله- في كتابه” ” المنثور في القواعد الفقهية” (3/ 22): “الفدية، حيث وجبت: فهي على التراخي” انتهى.
وعليه: فيرخَّص الفطر للرجل الكبير كما في السؤال، وكذلك للمرأة الكبيرة اللذَيْن لا يستطيعان الصوم بسبب الهرم، ويجب عليهما الفدية عن كلِّ يوم أفطراه من رمضان. وأما إن كان الصوم لا يؤدي إلى ضرر، أو دوخة كما في السؤال، فيجب عليه الصوم، وإلَّا فلا. والله تعالى أعلم.