وضَعْنا في حسابنا بالمصرف مبلغًا بالليرة اللبنانية، وبعد أسبوع سحبنا المبلغ من الحساب بالدولار على سعر منصة صيرفة
الفتوى رقم 3865 السؤال: السلام عليكم، إذا وضَعْنا في حسابنا بالمصرف مبلغًا بالليرة اللبنانية، وبعد أسبوع سحبنا المبلغ من الحساب بالدولار على سعر منصة صيرفة، فهل هذا المبلغ الذي ربحناه هو ربا؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
لا يُعَدّ هذا من الربا، وإنما هو عقد صَرْفٍ مشروع، بشرط أن يتمَّ التقابض حالًّا غير مؤجَّل، يعني تضع في حسابك بالليرة اللبنانية ثم بعد أسبوع تقوم بعملية الصرف في البنك من الليرة إلى الدولار بحيث يخرج من حسابك بالليرة ويدخل في حسابك بالدولار، بخلاف ما لو وضعت في حسابك بالليرة على أن يعطونك بعد أسبوع بالدولار على سعر كذا وبعد أسبوع يعطونك على السعر المتفق عليه سابقاً، فهذا لا شكّ بأنه ربا ويسمّى ربا النسيئة -أي التأجيل- وهو محرَّم، لما رواه البخاريُّ في صحيحه من حديث أبي المنهال رضي الله عنه، قال: سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهما عن الصرف فقالا: كنا تاجرَين على عهد النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فسألنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الصرف، فقال: “إن كان يداً بيد فلا بأس، وإن كان نَسَاء –أي تأخير القبض- فلا يصحّ”.
وعليه: فإذا كان الصرف مستوفياً للشرط المذكور فلا حرج. وأما إذا لم يتحقّق الشرط المذكور فقد وقع الربا. والله تعالى أعلم.
تنبيه: هذه الفتوى الصادرة منحصرة بالتوصيف الوارد في السؤال، وإلّا بأنْ كان الحال مغايرًا –في تفصيلاته- لما عليه نصُّ السؤال، فإنّ الحكم يكون تبعًا لتوصيف كلِّ معاملة بعينها؛ حيث تبيَّن لنا بالاستقراء والتتبُّع لحال تنفيذ مثل هذه المعاملة في بنوك لبنانية عديدة؛ أن الشروط والقيود للإيداع والسحب تختلف من مصرف لآخر.
وعليه: فلا يصحُّ اعتماد هذه الفتوى على كافة صور تنفيذ هذه المعاملة لدى البنوك. والله تعالى أعلم.