أعمل مع شركة عبر الإنترنت منذ ثلاث سنوات كمصمِّم إعلاناتٍ ومونتاج فيديو للإشهارات، لكن تغير نشاط الشركة للترويج لمنتجات جديدة تتضمن صورها نساء سافرات

الفتوى رقم 3808  السؤال: السلام عليكم، أعمل مع شركة عبر الإنترنت منذ ثلاث سنوات كمصمِّم إعلاناتٍ ومونتاج فيديو للإشهارات، وقد وجدت هذا المنصب بعد عناء طويل، وقبلت بهذا العمل لأن نشاط الشركة في البداية كان مباحًا؛ حيث كانوا يبيعون منتجات ملموسة كالأواني والنباتات والأجهزة الإلكترونية المباحة مثل الهواتف والساعات الإلكترونية، لكن تغيَّر نشاط الشركة لتصبح متخصصة في بيع الهدايا وبالضبط منتج واحد ناجح وهو عبارة عن إطارات وصور تُعلَّق في البيوت للزينة، حيث إن الزبون يبعث لنا صورة لحيوانه أو لعائلته أو زوجته غير المحجَّبة أو أطفاله ونقوم بإضافة ألوانًا وتعديلات بالكمبيوتر ثم تتم طباعتها وإرسالها للزبون يُعلِّقها للذكرى والزينة، وضميري يأنبني فأنا أعلم شبهة رسم صور ذوات الأرواح وعدم جواز النظر إلى صور النساء خاصة وأنهنّ أجنبيات غير متحجبات، وكذلك هذه الشركة تعمل في أعياد الكفار وتشجعهم على الشراء في هذه المناسبات. مع العلم أني متزوج حديثًا وكنت قد قررت الاستقالة من الشركة حتى رزقني الله ولدًا يوم قرار الاستقالة، فتردّدت في الاستقالة لأني مسؤول عن عائلة، فما العمل؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

بدايةً زادك الله حرصاً على دينك، وثبَّتك الله.

بالنسبة للصور، إن كانت في الأصل فوتوغرافية، فلا مانع منها عند أكثر أهل العلم ما لم تكن مكشوفة العورة. وأما بالنسبة للرسم اليدوي لصورٍ ذات روح من خلال برامج الحاسوب فإن كانت رسوماً مخصَّصة للأطفال، فقد اتفق الفقهاء على جوازها. وأما إن كانت صوراً غير مجسَّمة (وهي كذلك بحسب السؤال) يعني على الورق ونحوه أو على الحاسوب، فلا مانع منها عند السادة المالكية، خلافاً لجمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة كما في “الموسوعة الفقهية” (12/100،101). ولا مانع من العمل بقول المالكية، هذا كلُّه إذا لم يكن فيه ما يمسُّ العقيدة أو كشف للعورة .

وعليه: فإن كانت المشكلة في عملك هو التصوير، فقد بيَّنّا لك أن المالكية لا يمنعون تصوير ذات الروح إلا إذا كانت مجسَّمة، يعني صورة لها ظلّ.

بقيت مشكلة وهي تصوير صورة تتضمن كشفاً للعورة، فالأصل أن تُخبر الشركة بأنك لا تستطيع تصوير وعمل ما يتضمن تصويراً للعورة، وما سوى ذلك فلا مانع ، فإذا رفضوا ذلك، فالمطلوب ترك العمل، إلا إذا كنت مضطراً أو في حاجة شديدة للعمل كالتزامات مالية تجاه العائلة (كما في السؤال) فيجب -والحالة هذه- أن تبحث عن عمل ولو بأقل من الراتب الذي تأخذه الآن، فإن وجدت العمل المشروع وجب ترك عملك المحرَّم. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *