أُعاني من الإمساك المزمن منذ سنين طويلة، هل علي أن أصوم أم لا؟
فتوى رقم 4898 السؤال: السلام عليكم، أنا بنت أُعاني من الإمساك المزمن منذ سنين طويلة، وكنت أعيش على المليِّنات؛ إلى أن تعطلت أمعائي، ولم أعد أستطيع الدخول إلى التواليت نهائيًا (أعزَّكم الله)، حتى مع المليِّنات القوية ووضعي الصحي أصبح سيِّئاً جدًّا، وكان بالصيام أسوء طبعًا .منذ عدة أشهر أوقفت العلاج بالمليِّنات وبدأت أعالج أمعائي باتباع وسائل طبية معينة: النوم والاستيقاظ بوقت معين، تناول الوجبات عدة مرات في اليوم بوقت معين، الإكثار من شرب المشروبات الدافئة خلال اليوم، تغيير نوعية الأكل التي أتناولها..الحمد لله يوجد تحسن كبير مقارنةً بالماضي، لكن الموضوع يحتاج استمرارية على تلك الوسائل لأشهر طويلة، وحين أُغيِّر وقت نومي واستيقاظي أو وقت أكلي أو أُقلِّل سوائل يؤثر ذلك سلبًا؛ لأني بفترة علاج حساسة. من شهر كنت أقضي أيام رمضان الماضي، صمت خمسة أيام متتالية وأصبح لدي انتكاس قوي بموضوع الإمساك. السؤال هو: هل عليَّ أن أصوم رمضان أم لا؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
معلوم أنَّ من الأعذار المبيحة للفطر في نهار رمضان المرض، قال الله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ…) [سورة البقرة الآية: 184]. وبحسب الوصف المذكور للمرض تكون السائلة من المعذورين في الفطر في شهر رمضان، لكن لا بدَّ من سؤال الطبيب المسلم الماهر في اختصاصه عن مرضها فهل يمكن البرؤ منه أم أنه لا شفاء منه. فإن كان الأول – يُرجى البرؤ منه- فلا تصوم الآن، بل عليها فقط قضاء ما سيفوتها في شهر رمضان، عند الشفاء، والتمكُّن من الصوم. وأما إن كان الثاني أي لا يُرجى الشفاء منه، بأنْ كانت تلك الحالة المرضيَّة مستمرة طوال العمر، فالواجب عليها حينئذ، قبل انقضاء شهر رمضان إخراجُ فدية الصيام عن الأيام التي أفطرتها كافَّة، ولا يجب عليها إلا تلك الفدية، وهي أي الفدية، مُدٌّ -يُقَدَّر بـ 600 غرام -عن كلِّ يوم، يكون من غالب قوت –طعام- أهل البلد؛ كالأرز والفول والعدس أو التمر مثلاً… يُمَلَّك –يُعطَى- لفقير أو مسكين مسلم غير الأصول (كالأب والأم) والفروع (كالابن والبنت). وأجاز بعضُ أهل العلم دفعَها نقداً. وتقدَّر اليوم بـمئتي ألف ليرة لبنانية ( 200,000 ل.ل) عن كلِّ يوم. والله تعالى أعلم.