ما حكم المشاركة بأربعةِ أيوب (أربعاء أيوب)؟
فتوى رقم 4730 السؤال: الرجاء الإفادة بحكم مشاركة من يعتقد بأربعةِ أيوب (أربعاء أيوب) وأن تنسب هذه المشاركة إلى استشفاء النبيِّ أيوبَ عليه السلام بالوردة أو نبتة وماء الشاطئ فصار ذلك قدوة للاستشفاء الناس بسبع تسبيحات على سبع موجات، أليس ذلك من البدع؟ وأنه لا ينبغي المشاركة بذلك وفعل الحلويات من أجل هذه المناسبة مثل المفتَّقة، نعم المفتَّقة جائزة ولكن أن نفعلها لهذا السبب فلعلَّه ممنوع؛ لأن أصل النية غلط.
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بالنسبة لما يسمَّى أربعاء أيوب، هذا لم يثبت في شرعنا شيء عنه، بل فيه طامَّات تخالف العقيدة وهي مأخوذة من طقوس نصرانية ووثنية لا علاقة لها بالإسلام، مع إقرار الإسلام بنبوَّة ورسالة سيِّدنا أيوب، على رسولنا وعليه أفضل الصَّلاة والسَّلام.
وعليه: فهذه عادات جاهلية يَحْرُمُ على المسلم المشاركةُ فيها؛ لما فيها من التشبُّه بغير المسلمين المنهيِّ عنه، فلا يجوز التشبُّه بهم في شيء من عباداتهم أو شعاراتهم أو رموزهم الخاصة بهم؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ” رواه أبو داود في سننه. وأما بالنسبة للترويج لهذه المناسبة بالدعاية فهذا منهيٌّ عنه، لأنه داخل في الإعانة على الإثم، والله تعالى يقول: ( ..وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ..) [سورة المائدة الآية:2].
وأما بالنسبة لما يتعلَّق بصنع بعض المأكولات الخاصَّة -ما يعرف بالمفتَّقة- في تلك المناسبة. فالطعام كطعامٍ لا شيءَ فيه، لكنْ كونه في تلك المناسبة فالأمر يحتاج إلى نَظَر، فإنْ كان هذا الطعام مرتبطاً بهذه المناسبة- ولا أدري إذا كان له ارتباط مباشر، أم أنه مجرد عادة دخلت على تلك المناسبة-، فلا ينبغي صُنْعُه في ذلك اليوم، لأنه يصير داخلاً حينئذ في مفهوم التشبُّه بهم، وإلا بأنْ كان عادةً لأهل البلد في ذلك اليوم، أو لم يُقْصَد منه التشبُّه بهم، لكنْ وافق ذلك اليوم صنعَ ذلك الطعام، فلا مانعَ حينئذ، والقاعدة الفقهية المتفق عليها أنَّ الأمور بمقاصدها.