سأتخطى ال٤٠ يوماً من النفاس قريباً وما زلت أرى دماً
فتوى رقم 4633 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وردني سؤال من إحدى الأخوات حديثة عهد بالولادة، قالت: سأتخطى ال٤٠ يوماً من النفاس قريباً وما زلت أرى دماً ليس تمشيحات إنما دم سائل بمثابة ملعقة صغيرة من الدم يومياً فاتح اللون وله رائحة، رأيت شيئاً مثل الطُّهر خلال منتصف ال٤٠ يوماً، لكنْ بعد الاغتسال ببضع ساعات عاد الدم، بعد أسبوعين ونصف من النفاس انقطع الدم ولم أجد الطُّهر ليوم ونصف على الأقل، ثم رجع من بعدها الدم أكثر كثافة…الدم الذي أراه الآن مرَّ عليه ٢٠ يوماً تقريباً لونه وقوامه مختلف عما كان عليه أول أسبوعين ونصف من النفاس، فهل يُعتبر من الدورة الشهرية علماً أنني مرضعة، وحسبما علمت أن المرضعة قد تأتيها الدورة الشهرية أكثر من مرة بالشهر، وأن الدم يكون ذا لون فاتح أكثر من لون الدم في الدورة الشهرية قبل الحمل، غداً يمضي ٤٠ يوماً على النفاس، فهل أعتبر الدم الذي ما زال سائلاً استحاضة، أم أنه من دم الدورة الشهرية؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
اعلمي أن النفاس أقله لحظة، وغالبه أربعون يوماً، وأكثره ستون يوماً. فما تراه تلك الأخت الآن هو نفاس، والانقطاع- الجفاف- الذي حصل قبل تمام الأربعين لساعات معدودة، لا يمنع إطلاقَ اسمِ النفاس على الدم العائد؛ لأن الانقطاع كان أقل من خمسة عشر يوماً- لأن أقلَّ مدة الطُّهر خمسة عشر يوماً (حاشية الباجوري 1/109) -، وكذلك إن استمرَّ نزول الدم حتى بلغت المدة ستين يوماً فهو أيضاً نفاس. وأما إن انقطع قبل الستين أو عند الستين، واستمر الانقطاعُ خمسة عشر يوماً ثم رأت دماً، فالعائد حيض، وأما إن استمر نزول الدم بعد الستين، فالزائد استحاضة.
وعليه: فمتى انقطع -(بعد الأربعين أو قبل الستين، أو عند تمام الستين)- فإنها تغتسل بنية رفع الحدث الأكبر، وتصلِّي وتقرأ القرآن الكريم، ويمكنها الصوم، وأما في حالة الاستحاضة فإنها تتوضأ لكلِّ وقت صلاة بعد دخول الوقت. والله تعالى أعلم.