فضل سورة الملك، وهل يلزم قضاء الصوم لمصاب فقر الدم؟
فتوى رقم 4614 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السؤال الأول: مقطع صوتي عن سورة الملك فضلِها وتلاوتها كاملة، فأريد أن أتأكد إن كان هذا صحيحاً لأسمعه وأقرأه. السؤال الثاني: هل يجوز أن لا تقضي المرأة ما فاتها من رمضان؛ لأنَّ لديها فقر دم؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بالنسبة للسؤال الأول: يُسَنُّ قراءة سورة الملك قبل النوم؛ لحديث أبي داودَ والترمذيِّ وغيرِهما، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “مِن القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غُفر له، وهي: تبارك الذي بيده الملك”. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “مَنْ قرأ تبارك الذي بيده الملكُ كلَّ ليلة، منعه الله بها من عذاب القبر، وكنَّا في عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم نسمِّيها المانعة، وإنها في كتاب الله سورة مَنْ قرأ بها في كلِّ ليلة فقد أكثر وأطاب .“رواه النسائيُّ في سننه. ونصَّ الإمام النوويُّ الشافعيُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه: “حِلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدعوات والأذكار المستحبة في الليل والنهار” على استحباب قراءتها قبل النوم كلَّ ليلة.
وعليه: فما ورد في المقطع المصوَّر في فضل قراءة سورة الـمُلك صحيح.
وأما بالنسبة للسؤال الثاني: وهو قضاء صوم رمضان للمرأة المصابة بفقر الدم، فالجواب عن ذلك يتوقف على قول الطبيب المسلم العدل -الملتزم بالإسلام؛ بحيث إنه لا يرتكب الكبائر ولا يُصِرُّ على الصغائر- الماهر في اختصاصه، فإن قال هذا الطبيب، إنَّ صوم تلك المرأة يُلْحِق بها الضرر، فيمكنها حينئذٍ أن تؤجِّل القضاءَ إلى أن تَصير من الناحية الصحية قادرة على الصوم، ولا يَلزمها في هذه الحالة الفدية أو الكفارة إلا إذا صرَّح الطبيب بأن مرضها مستمرٌ ولا يُرجى البُرء منه، فيلزمها الفدية فقط -عن كلِّ يوم أفطرته من رمضان- وهي مُدٌّ، ومقداره 600 غرام من غالب قُوت -طعام- أهل البلد، كالأرُز أو العدس ونحوه، يُمَلَّك لمسلم فقير، ولا مانعَ من إخراج الفدية نقداً، ويحسب سعر نصف صاع -حوالي 1200غرام- تقريباً 125,000ل.ل عن كلِّ يوم. والله تعالى أعلم.