حصل مشكل مع زوجتي فقلت لها: “تحرمي عليَّ إذا بتحكي مع أختك” وكنت غاضباً، فما حكم ذلك، وزوجتي تريد أن تتكلم مع أختها؟

فتوى رقم 4382 السؤال: حصل مشكل مع زوجتي فقلت لها: “تحرمي عليَّ إذا بتحكي مع أختك” وكنت غاضباً، فما حكم ذلك، وزوجتي تريد أن تتكلم مع أختها؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

بدايةً، فإن لفظ “تحرمي عليَّ” لفظ غير صريح في الطلاق، ويعبّر عنه العلماء بأنه لفظُ كنايةٍ يحتاج إلى نية، وهذا ما نصَّ عليه فقهاء الشافعية ـــ رحمهم الله تعالى ــ في كتبهم المعتمدة ـــ “مغني المحتاج” للشربيني ـــ رحمه الله ــ (3/283): (فإن كانت النيةُ الطلاق، فطلاق، وإن كانت ظِهارًا فظِهار، وإن لم ينوِ شيئاً فيمين.

وعليه: يُنظر إلى النية أثناء التلفُّظ بـ: “تحرمي عليّ إذا بتحكي مع أختك”، فإن حَكَتْ مع أختها وهي مختارة غير مُكْرَهة، وذاكرة لهذا التعليق وقع ما نواه الزوج، فإن نوى الطلاق وقع الطلاق، وإن نوى اليمين،  وكذا إن لم ينوِ شيئًا يقع يميناً، وبالحِنْثِ تجب عليه كفَّارة اليمين، وإن نوى الظِّهار ـــ أي أنها مثل أمِّه في التحريم ـــ فقد وقع الظِّهار ووجبت كفَّارة الظِّهار.

فأما كفَّارة اليمين فقد ذكرها الله عزَّ وجلَّ في القرآن الكريم، فقال تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة المائدة الآية: 89]. وهو بدايةً مخيَّر بين: عتق رقبة مؤمنة ـــ وهذا غير متوافر اليوم ــــ أو إطعام عشرة مساكين كلّ مسكين وجبة مشبعة، وتساوي 600 غرامًا من غالب قوت أهل البلد كالأرز والفول ونحوه، أو كسوتهم بما يُعَدُّ كسوةً في عُرف الناس، ويمكن إعطاؤها لمسكين واحد طالما أنه مسكين، فإن لم يستطع واحدة مما ذُكر فيجب عليه ـــ الذي حلف وَحَنَثَ ــــ صيام ثلاثة أيام، ولا يُشترط المولاة ـــ التتابع ـــ بينها.

وأما كفارة الظِّهار فقد ذكرها الله بقوله: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة المجادلة الآيتان: 3-4]، ويكون ذلك على الترتيب، وبما أنه لا يوجد رقبة مؤمنة اليوم، فيجب صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإنه يُطعم ستين مسكيناً. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *