أنا مرضعة لطفلة ثلاثة أشهر، وأعاني من مرض القولون التقرُّحي المزمن؛ حيث إنَّ الصيام يؤدي إلى جفافه وزيادة العوارض ..فهل يجوز لي الفطر، وهل علي قضاء وكفارة؟
فتوى رقم 4265 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا مرضعة وابنتي عمرها ثلاثة أشهر.. عانيت كثيراً من جفاف الحليب منذ يوم الولادة إلى أسبوعين قبل اليوم، ومنذ أسبوعين الوضع أصبح أفضل، أخاف في حال صيامي لرمضان أن أعاني مرة أخرى أنا وابنتي.. وعلاوة على ذلك فإني أعاني من مرض القولون التقرُّحي المزمن؛ حيث إنَّ الصيام يؤدي إلى جفافه وزيادة العوارض ..ماذا يمكنني أن أفعل في هذه الحالة؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بما أنك مرضعة لطفلة عمرها لا يتجاوز الثلاثة أشهر، وأنت مصابة بمرض القولون التقرحي المزمن، فحالك بالوصف الذي ذكرت يجيز لكِ الفطرَ في رمضان، وقد نصَّ فقهاء المذاهب الفقهية بالاتفاق على جواز الفطر في رمضانَ للمرضعة إذا خافت على رضيعها أو على نفسها، وللمريض مرضاً يَلْحَقُه الضرر بالصيام.
ونصَّ الفقهاء على أن المريض الذي يُرجىَ الشفاء من مرضه ويتضرر منه بالصيام، أنه يفطر، ويَلزمه القضاء فقط عند البرؤ منه، وأما المريض الذي لا يُرجى الشفاء من مرضه، فإنه يُفطر ولا قضاء عليه، وتَلزمه فديةُ الصيام وهي ــ أي فدية الصيام ــــ مُدٌّ -يُقَدَّر اليوم بـ 600 غرام من غالب قوت – طعام – أهل البلد؛ كالأرز والفول والعدس أو التمر مثلاً… يُمَلَّكُ – يُعطَى – لفقير أو مسكين مسلم من غير الأصول (كالأب والأم) والفروع (كالابن والبنت).
وأجاز بعضُ أهل العلم دفعَها نقداً. وقدَّرتها اليوم دار الفتوى في لبنان بـ 150,000 ل ل ، وتُدفع لفقراء المسلمين بعد انقضاء رمضانَ أو كلِّ يومٍ من رمضان. قال الفقيه شهاب الدين الرمليُّ الشافعيُّ رحمه الله:في: “فتاويه ” (ص200) :” ويتخيَّر في إخراجها بين تأخيرها ــ إلى ما بعد رمضان ــ وبين إخراج قيمة كلِّ يومٍ فيه، أو بعد فراغه، ولا يجوز تعجيلُ شيءٍ منها؛ لما فيه من تقديمها على وجوبه”. انتهى.
وعليه: فالمطلوب منك الفطر، مع إخراج الفدية في حالة المرض الدائم الذي لا يُرجى الشفاء منه، أو القضاء فقط في حالة الشفاء من المرض. والله تعالى أعلم.