الفتوى رقم 4086 السؤال: السلام عليكم، نعرف القاعدة الشرعية التي تقول: ما أسكر كثيره فقليله حرام، وثمة مادة اسمها الخميرة إذا أُكلت بكمية كبيرة فإنها تُسكر، فما حكمها؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بداية، فكلّ ما كان مُسكراً يَحْرُمُ تناولُه سواء كان شراباً أو طعاماً أو حبوباً، فعِلَّة التحريم هي الإسكار، والحكم يدور مع علَّته وجوداً وعدماً. وأما بالنسبة للخميرة فهي أنواع منها خميرة الـجَـعة -أو البيرة- وقد سُمّيَت هذه الخميرة بهذا الاسمِ لأنّها عنصرٌ أساسيٌّ في صناعةِ البيرة، لكن لا تحتوي على مسكر إلا إذا أضيف إليها السُّكر. جاء في كتاب “بدائع الصنائع” للإمام الكاساني الحنفي -رحمه الله تعالى- (5/112): “الجعة اسم لنبيذ الحنطة والشعير إذا صار مُسكرًا”. انتهى.
ونشير إلى أن حديث الترمذيِّ في سننه، أنه صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “ما أسكر كثيره فقليله حرام” لا ينطبق على الخميرة؛ لأن المقصود إذا كان تناول الكثير منه يُسكر، فقليله حرام. ومعلوم أن الخميرة على افتراض أنها تحوي نسبة قليلة جداً من الكحول، فهي لا تُسكر في حالة تناول كمية كبيرة منها.
وعليه: فلا حرج في استخدام أو تناول الخميرة بناء على الوصف الذي ذكرناه. والله تعالى أعلم.
