حكم الانضمام إلى الأحزاب اللبنانية

الفتوى رقم 3771  السؤال: السلام عليكم، ما حكم الانضمام إلى الأحزاب اللبنانية؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

مسألة الانتماء إلى الأحزاب بالنسبة للمسلم مسألة مرتبطة بعقيدة ذلك الحزب ومبادئه وأهدافه ووسائله وما يناضل لأجله ويسعى لتحقيقه. فإن كانت عقيدته ومبادئه وأهدافه ووسائله وما يناضل لأجله، تُخالِف العقيدة والمبادئ والأهداف الإسلامية، فلا شكَّ في حُرمة الانتماء والانضمام إليه، فالله تعالى قال في القرآن الكريم: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [سورة المائدة الآية:2]. قال العلَّامة ابن جرير الطبريّ -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية: “الإثم ترك ما أمر الله بفعله، والعدوان مجاوزة ما حدَّ الله في دينكم، ومجاوزة ما فرض الله عليكم في أنفسكم وفي غيركم”. انتهى.

 وهذا الحزب يدعو إلى الإثم والعدوان الذي هو مجاوزة ما حدَّهُ الله في ديننا، ومجاوزة ما فرض الله علينا. وأيضاً فقد أمرنا الله تعالى بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [سورة التوبة الآية: 119]، فــ(كونوا) فعل أمر: يعني كونوا مع الصادقين، أي مع سيِّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ومن سار على عقيدته ونهجه صلَّى الله عليه وسلَّم. وأيضاً قال تعالى: (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة الأنعام الآية:153].

وروى الإمام أحمد في مسنده والنَّسائي في سننه بإسنإد صحيح، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “خَطَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خطًّا بيدِه ثم قال: هذا سبيلُ اللهِ مستقيمًا، وخطَّ خطوطًا عن يمينِه وشمالِه، ثم قال: هذه السبلُ ليس منها سبيلٌ إلا عليه شيطانٌ يدعو إليه، ثم قرأ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكم عَنْ سَبِيلِهِ)”. والأدلة كثيرة جداً، وما ذكرناه لا خلاف فيه بين علماء المسلمين. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *