لديَّ وِرد يوميٌّ من القرآن أقرأه في أماكنَ وأزمانٍ مختلفة، ولكن أغلب الأحيان لا أسجد عند آيات السجود

الفتوى رقم 3730  السؤال: السلام عليكم، لديَّ وِرد يوميٌّ من القرآن أقرأه في أماكنَ وأزمانٍ مختلفة، ولكن أغلب الأحيان لا أسجد عند آيات السجود، فما الحكم؟ سؤال آخر: زوجتي عندما أنجبت منذ ثلاثة أعوام أصبح لديها مانع طبيٌّ من الإنجاب فوضع الطبيب لها عازلًا مانعًا من الإنجاب، وعندما عدنا وزرنا الطبيب أخبرنا أنه لا حرج في إزالة هذا المانع وقررنا وضع عازل آخر، فهل يجوز التعامل مع طبيب رجل لإجراء هذه العملية بحكم أن ذلك للضرورة؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق

بالنسبة للسؤال الأول: فإن آية سجدة التلاوة يُسَنُّ لها السجود ولا يجب. وعليه: فلا مانع من عدم السجود، بدليل ما رواه البخاريُّ في صحيحه: “أنَّ عُمرَ بن الخطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْه، قرَأَ يومَ الجُمُعةِ على الـمِنبر بسورة النحل، حتى إذا جاءَ السَّجدة، نزَلَ فسَجَد وسجَد الناسُ، حتى إذا كانتِ الجُمُعةُ القابلة قَرَأ بها، حتى إذا جاءَ السجدة، قال: يا أيُّها الناس، إنَّا نمرُّ بالسجود، فمَن سجَد فقد أصاب، ومَن لم يسجدْ فلا إثمَ عليه. ولم يسجُدْ عمرُ رضى الله عنه”. ونصَّ بعض أهل العلم -منهم الإمام الغزاليُّ رحمه الله- على قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر، بدل السجود. والله تعالى أعلم.

 أما بالنسبة للسؤال الثاني: فكان ينبغي أن تسأل قبل الإقدام على ذلك وليس بعده. فالأصل أن تذهبَ المرأة إلى طبيبة مسلمة ماهرة في اختصاصها، وعند توافرها لا يَحِلُّ لها الذهاب إلى طبيب؛ لما في ذلك من كشف للعورة المغلَّظة مع توافر الطبيبة، والأصل أن ذلك متوافر، فإن فُقِدَ تلجأ إلى طبيب مسلم ماهر عَدْلٍ، ويشترط مع ذلك وجود مَحْرَمٍ من زوج أو أخ ونحوه أثناء الكشف الطبي.

وأما بالنسبة لتركيب اللولب، فيلزم منه كشف العورة المغلَّظة وهذا مشروط بعدم توافر البديل، والضرورة أو الحاجة الـمُلِحَّة لتركيبه، وإلا حَرُمَ لما فيه من كشف العورة المغلَّظة إلا إذا كان تركيبه بعد عملية تضمنت كشفاً للعورة المغلَّظة، فتم تركيبه في هذه الحالة، فلا مانع.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *