حكم العمل مع المرشّحين للانتخابات النيابية مقابل أجر مادّي

السؤال: السلام عليكم، هل العمل مع المرشَّحين للانتخابات النيابية لقاء أجرٍ مادِّيٍّ حلال أم حرام؟


الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

أخذ المال كأجرة من المرشَّح للانتخابات النيابية مقابل عمل لمصلحة المرشَّح، فحكم ذلك المال وكذلك العمل معه -ولو بدون أجرة- متوقِّف على مشروع المرشَّح والهدف الذي يسعى لتحقيقه، والذي أنت تُعينُه عليه مقابل أجرة –مال- تنالها منه أو بدون أجرة.

فالمطلوب أن ننظرَ إلى حال المرشَّح ومشروعه (هل هو يدعو إلى خير، أم إلى شرّ؟)، هل هو ممن يُؤتمن على البلد، أو هو ممن يسعى لإقرار مشروع الزواج اللاديني المسمّى المدني –مثلًا- بالتصويت لمصلحته، أو لتحقيق ما يخالف الشرع.

فإعانتك له إن كانت إعانة على الخير فلا مانع منها بل لك في ذلك الأجر والثواب، وأما إن كانت إعانة على الشرِّ والإثم فلا شكَّ في حرمة ذلك، قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة المائدة الآية:2].

واعلم: أن انتخابك ودعمك لأيّ إنسان هو اعتراف، واختيار منك لمن تولِّيه الاشتغال بالشأن العامّ والانخراط في إدارة شؤون البلد على المستوى السياسي، وتشريع القوانين الوضعية وكثيرًا ما تكون مخالفة للشريعة الإسلامية وغيرها مما هو عمل النواب في المجلس النيابي، فهذه مسؤولية ستُسأل عنها يوم القيامة، قال الله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ([سورة الصافات الآية:24]. فمن تختاره ليمثِّلك فهو في صحيفتك يوم القيامة؛ فإنْ عمل خيرًا فخير لك، وإنْ عمل شرًّا فلا تلُم إلا نفسَك.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *