أنا وزوجي نسافر لنروِّح عن أنفسنا كلّ آخر سنة، فهل المال الذي نصرفه في سفرنا فيه شبهة؟

الفتوى رقم 2910 السؤال: السلام عليكم، أريد أن أستفسر عن أمر بالنسبة لصرف المال، أنا أحترز منه كثيرًا، أنا وزوجي نسافر لنروِّح عن أنفسنا كلّ آخر سنة، فهل المال الذي نصرفه في سفرنا فيه شبهة؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

إنّ السفر للترويح عن النفس يُعتبر من الأمور المهمّة التي يحتاجها المرء في حياته للخروج من ضغوطات الحياة فلا حرج فيها من الناحية الشرعية، ما دام لا يخالطه ما يسخط الله تعالى؛ كحضور الحفلات الغنائية التي فيها اختلاط بين الرجال والنساء، وكشف للعورات، وشرب خمر، وغيرها من الـمُحرَّمات، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث حنظلةَ رضي الله عنه، وفيه: “قلت: نافق حنظلةُ يا رسول الله! فقال رسول الله ﷺ: وما ذلك؟ قلت: يا رسول الله، نكون عندك تُذكِّرُنا بالنَّار والجنَّة حتى كأنَّا رأْيَ العَيْن، فإذا خرجنا من عندك عافَسْنا -اشتغلنا بها، عالجنا معايشنا وحظوظنا- الأزواج والأولاد والضَّيْعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله ﷺ: والذي نفسي بيده، إنْ لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذِّكر، لصافحتكم الملائكة على فُرُشِكم وفي طُرُقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة، ثلاث مرات”. وفي الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: “أنّ الرسول ﷺ قال: صُمْ وأَفْطِر، وقُمْ ونَمْ، فإنَّ لجسدك عليك حقًّا، وإنَّ لعينك عليك حقًّا، وإنَّ لزوجك عليك حقًّا، وإنَّ لزَوْرِك (ضيفك) عليك حقًّا”. وفي رواية مسلم: “يا عبد الله بن عمرو: إنَّك لَتصوم الدَّهْر وتقوم اللَّيل، وإنَّك إذا فعلت ذلك هَجَمَتْ له العينُ (أي: غارت وضعفت) ونُهِكَتْ، لا صام من صام الأبد”.

وننبِّه: إلى ضرورة السفر لتأدية مناسك الحجّ والعمرة قبل القيام بأي سفر آخر، فالواجب على المسلم هذه الفريضة إذا توافرت له مستلزماتها.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *