بدء التحية بالسلام؛ ثم صباح أو مساء الخير
الفتوى رقم: 1804 السؤال: هل يجوز لنا بدء التحية بالسلام؛ ثم صباح أو مساء الخير، أو ما شابه ذلك؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
فقد روى أبو داود في سننه، وعبد الرزاق في مصنَّفه والبيهقي في شُعب الإيمان، عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: “كنا نقول في الجاهلية “أنعم الله بك عينًا وأنعم صباحًا” فلما جاء الإسلام نُهِينا عن ذلك”. وروى رواه الطبرانيُّ في معجمه، والهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: رجاله رجال الصحيح: ” قال وهب بن عمير رضي الله عنه للنبيِّ ﷺ: “أنعم صباحًا يا محمد” قال له النبيُّ ﷺ: “قد أبدلنا الله خيرًا منها”. وقال العلَّامة ابن مفلح الحنبلي في كتابه: “الآداب الشرعية والمِنَح الــمَـْـرعِيَّة”: “فصل في قول: كيف أمسيت؟ كيف أصبحت؟ بدلًا من السلام، قال الإمام أحمد لصدقة وهُم في جنازة يا أبا محمد كيف أمسيت؟ قال: مسَّاك الله بالخير، وقال أيضًا للمروذي وقت السحر: كيف أصبحت يا أبا بكر؟ وقال: إن أهل مكة يقولون إذا مضى من الليل -يريد بعد النوم- كيف أصبحت؟ فقال له المروذي: صبَّحك الله بخير يا أبا عبد الله، وظاهر هذا أنه اكتفى به بدلًا من السلام. وترجم عليه الخلَّال “قوله في السلام: كيف أصبحت؟.. وروى أبو بكر البَرْقانِيُّ بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: لو لقيت رجلًا فقال: بارك الله فيك. لقلت: وفيك” فقد ظهر من ذلك الاكتفاء بنحو: كيف أصبحت؟ وكيف أمسيت؟ بدلًا من السلام، وإنه يُرَدُّ على المبتدئ بذلك؛ وإن كان السلام وجوابه أفضل وأكمل”. انتهى.
بناء عليه: فالسُّنَّة أن يبدأ بالسلام عليكم، ولا حرج بعد ذلك أن يقول: صباح الخير، فإنْ بدأ بقوله صباح الخير فقد خالف السُّنَّة.
والله تعالى أعلم.