هل يجوز للاتحاد الوطنيِّ الإسلاميِّ أن يؤجِّر بعض هذه الخيام لبيع الأرجيلة “النارجيلة”؟
الفتوى رقم: 1633 السؤال: استطاع الاتحاد الوطنيُّ الإسلاميُّ في البرازيل الحصولَ على مكان من بلدية مدينة “ساو باولو”؛ حيث سيقوم الاتحاد بتأجيره خيامًا لعرض المنتجات العربية من طعام وشراب وخلافه، وهذا الإيجار سوف يستخدمه الاتحاد كمصدر من مصادر دعم مشاريعه المختلفة، فهل يجوز للاتحاد الوطنيِّ الإسلاميِّ أن يؤجِّر بعض هذه الخيام لبيع الأرجيلة “النارجيلة”؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
لقد ثبت طبيًّا بما لا مجال للشك فيه أن النرجيلة ضررها أكثر من الدخان -التدخين- بل ولا يختلف عاقلان على أضرارها، وعليه فإن العلماء المعتبرين في عصرنا أفتَوا بحرمة التدخين والنرجيلة، وكذلك أفتى الأزهر الشريف واللجنة الدائمة لهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بحرمته وكثير من المجامع الفقهية.
وأصبح من البدهيات العلمية عند كافة الأطباء في العالم الأضرار والأمراض الخطيرة التي يسبِّبها التدخين والنرجيلة. وإن الشرع الحنيف حرَّم كلَّ مافيه ضرر على الإنسان، فقد قال الله تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ). [سورة الأعراف الآية: 157] وقال صلّى الله عليه وسلَّم: “لا ضرر ولا ضرار”. رواه الإمام مالك في الموطَّأ.
ولا أظن أن ثمة عاقلًا يُجِيزُ لنفسه شرب الدخان والنرجيلة بعدما ثبت علميًّا لدى كافة الأطباء ضرر ذلك، فضلًا عن الحكم الشرعيِّ الذي أوضحناه.
بناء عليه فإنه يحرم بيعها؛ حيث إن تسهيل الحرام والإعانة عليه حرام، قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [سورة المائدة الآية: 2]، والله تعالى أعلم.