التطيّب يوم الجمعة
الفتوى رقم: 863 السؤال: السلام عليكم، هل يُستحب للرجل أن يضع من طِيب أهله، وهل هو خاصٌّ بيوم الجمعة؟ وهل ترك طيب النساء يعتبر تركًا لسنة؟ أم أن وضع طيب النساء يوم الجمعة ليس بسنة؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
فمن سنن وآداب يوم الجمعة: الاغتسال، والسواك، والتطيب، وهو وضع الطيب والعطور الطاهرة الزيتية، وذلك لاجتماع الناس فيكونون بأحسن مظهر وأنظف حال وأطيب ريح، ولتأكيد هذه المستحَبَّات أمر صلَّى الله عليه وسلَّم كما في الحديث “.. ويمس من الطيب ما قدر عليه..” وهذه إشارة إلى استحباب الإكثار من التطيَّب، والتأكيد عليه، ولزيادة التأكيد فإنه لو لم يجد طيب الرجال وهو ما ظهر ريحه وخفي لونه، فإنه يجوز له أن يتطيب بطيب النساء، وهو ما ظهر لونه وخفي ريحه، وهو في الأصل مكروه للرجال فأبيح في تلك الحالة للحاجة.
ولْيُتَنَبَه إلى أن عطر النساء في السابق كان لونًا من غير ريح، والرجال بالعكس، وليس المقصود العطور النسائية أو الرجالية اليوم، وهي الموادُّ نفسها، ولكنها تختلف بنوعية الريح، فهذه لا حرج في استعمالها للرجال، وأما النساء فلا يتعطرن إلا في البيت، ويُشار هنا الى مراعاة الخلاف حول طهارة العطور المخلوطة بالكحول “البرفام” فهي عند الشافعية نجسة لا يَحِلُّ الصلاة ببدن أو ثوب مسَّه شيء من ذلك العطر.
والله تعالى أعلم.