هل يجوز لعن علماء السلاطين؟

الفتوى رقم: 1811 السؤال: هل يجوز لعن علماء السلاطين؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

اعلم -أخي السائل- أن اللعن هو: الإبعاد والطرد من الخير. وقيل: الطرد والإبعاد من رحمة الله. وهو من الخَلْق: السب والدعاء.

واللعن يقع على وجهين: الأول: أن يلعن الكفارَ وأصحابَ المعاصي على سبيل العموم، كما لو قال: لعن اللهُ اليهودَ والنصارى. أو: لعنة الله على الكافرين والفاسقين والظالمين. أو: لعن الله شاربَ الخمر والسارق. فهذا اللعن جائز ولا بأس به. قال العلَّامة ابن مفلح الحنبلي -رحمه الله- في كتابه: “الآداب الشرعية” (1/203): “ويجوز لعن الكفار عامَّة”. اهـ.

الثاني: أن يكون اللعن على سبيل تعيين الشخص الملعون سواء كان كافرًا أو فاسقًا، كما لو قال: لعنة الله على فلان، ويذكره بعينه، فهذا على حالين:

1- أن يكون النصُّ قد ورد بلعنه مثل إبليس، أو يكون النصُّ قد ورد بموته على الكفر كفرعون وأبي لهب، وأبي جهل، فلعن هذا جائز. قال ابن مفلح -رحمه الله- في “الآداب الشرعية” (1/214): “ويجوز لعنُ مَن ورد النصُّ بلعنه، ولا إثم عليه في تركه”. اهـ.

2- لعن الكافر أو الفاسق على سبيل التعيين ممن لم يرد النصُّ بلعنه بعينه؛ مثل: بائع الخمر، من ذبح لغير الله، من لعن والديه، مَنْ آوى مُحْدِثًا، مَنْ غَيَّرَ مَنَار الأرض وغير ذلك. قال ابن مفلح -رحمه الله- في كتابه “الآداب الشرعية” (1/303): “فهذا قد اختلف العلماء في جواز لعنه على ثلاثة أقوال؛ أحدها: أنه لا يجوز بحال. الثاني: يجوز في الكافر دون الفاسق. الثالث: يجوز مطلقًا “. اهـ. وممن قال بالقول الأول الحنفيَّة والشافعيَّة وقول ابن العربي -رحمه الله- من المالكيَّة والمفتى به عند الحنابلة. ملخَّصًا من “الموسوعة الفقهية الكويتية”(35/273ــ 274).

بناء عليه: فإن المسألة اجتهادية والخلاف فيها مُعتبَر؛ إذا الأقوالُ فيها كلُّها مرويَّة عن علماء السلف، ولها استدلاتها من القرآن والسُّنَّة النبويَّة، غير أن الذي يترجَّح لدينا من الأقوال هو القول الأول وهو جواز اللعن بالعموم -كلعنة الله على الكافرين أو الظالمين..- دون المعيَّن -كلعنة الله على فلان-.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *