هل يجوز صنع لوغو للعبه تحتوي على موسيقى في الخلفية؟

فتوى رقم 4844 السؤال: أنا مصمِّم لوغوهات في منصة ألعاب تُدعى (روبلوكس) وهو مصدر دخل لي فهل يجوز صنع لوغو للعبه تحتوي على موسيقى في الخلفية وهناك خيار لاغلاقها أو إبقائها أم لا يجوز؟ لقد سألت شيخاً من قبل وقال لي أنه شيء تابع فلا حرج.

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

أخي السائل لا حرجَ في موضوع تصوير وصناعة وسم لذي روح كـ “لوغو” للألعاب -لكن بشروط- لأنه كما هو معلوم أن الألعاب الإلكترونية اليوم لها أهداف وليست ألعاباً عبثية، يعني: بعض تلك الألعاب لها أهداف عقدية، وبعضها له أهداف أخلاقية سيئة، -وقد قال أهل العلم: الوسائل لها حكم المقاصد، وبالعموم فإن أي لعبة إلكترونية لا بدَّ أن يُسأل أهل الاختصاص من علماء الاجتماع والنفس والتربية والشريعة، فالمسألة لا تتوقف على حكم رسم “لوجو” بل توجد أمور أخرى يترتب عليها أضرار تربوية ونفسية وعقدية وسلوكية، إلا إذا كانت الشركة المنتجة قد حددت الأهداف التربوية والدينية لتلك اللعبة بما لا يخالف ديننا الحنيف. فالله تعالى قال: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). لذا كان لا بدَّ لتلك اللعبة التي تصنع لها “لوغو” 1-أن لا تكون متضمنة ما يخالف ديننا. 2- أن لا يكون رسم : اللوغو ” لذي روح كامل فيه مضاهاة وتشبيه بخلق الله تعالى. روى مسلمٌ في صحيحه عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : «إنّ من أشدّ الناس عذابًا يوم القيامة الذين يشبِّهون بخلق الله»، وفي رواية: «الذين يُضاهون بخلق الله». والمعنى: أنّ الصور غير كاملة الملامح -خاصّة الرأس- فلا أنفَ فيها ولا عيون، ليست داخلة في الصور المحرَّمة، ولا أصحابها داخلين في الوعيد؛ لأنّه لا يَصْدُقُ عليها أنّها صورة فيها مضاهاة لخلق الله. ويدلّ لهذا المعنى ما جاء عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «أتاني جبريلُ فقال: إنّي كنتُ أتيتُك البارحةَ فلم يمنعْني أنْ أكون دخلتُ عليك البيتَ الذي كنتَ فيه إلّا أنّه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قِرَامُ سِتر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمُرْ برأس التمثال الذي في البيت فليُقْطَعْ فيصير كهيئة الشجرة، ومُرْ بالسِّتر فلُيقْطَعْ فيُجعل وسادتَيْن منبوذتَيْن تُوطآن، وُمْر بالكلب فليُخْرَج». رواه أبو داودَ، والترمذيُّ، وقال: حسن صحيح 3- أن لا يكون “اللوجو” يمثل معتقداً باطلاً أو شخصية تدعو إلى باطل أو رمزاً لانحراف عقدي أو سلوكي؛ كالمثلية، ومجتمع الميم، ونحوه.
وعليه : فإن توفَّرت الشروط التي ذكرناها فلا مانعَ من رسم “لوغو”. وأما بالنسبة للموسيقى الملحقة فإن لم تكن صاخبة، فلا حرجَ فيها. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *