صلاة الجمعة في السفر، وقصر وجمع الصلاة.

فتوى رقم 4832 السؤال: السلام عليكم، سأقوم بالعمرة -بإذن الله- يوم الجمعة. موعد الطائرة الساعة 3:10 عصرًا. صلاة الجمعة عندنا الساعة 11:47. سأحاول بإذن الله ان أصلِّيَ الجمعة في المطار. وصلاة العصر الساعة 2:36. وصلاة المغرب في جدَّة الساعة 5:42. وموعد وصول طائرتي وأنا مُحْرِمٌ بالعمرة في جدَّة الساعة 6:25 ليلاً .أريد توضيحاً لما يلي إذا سمحتم :صلاة الجمعة قد لا يكون ثمة إمكانية لصلاتها في المطار، فهل يجوز أن أصلِّيَها ظهرًا؟ صلاة العصر لن أستطيع صلاتها قبل الصعود إلى الطائرة، فهل أصلِّيها وأنا جالس في الطائرة أم ماذا؟ صلاة المغرب سيحضر وقتها وأنا في الطائرة وقد لا أتمكن من صلاتها فور النزول من الطائرة قبل إنهاء إجراءات الخروج من المطار، وسيحلُّ وقت العشاء قبل أن أخرج فكيف أصلِّيها وأنا مُحرم بالعمرة؟ صلاة العشاء، هل أصلِّيها قبل العمرة وأنا مُحرم، أم بعدها؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

بالنسبة لصلاة الجمعة يجب أن تصلِّيها إلا إذا تعذَّر عليك ذلك بعذر شرعي، فتصلِّي حينئذ الظهر في المطار وتصلِّي العصر جمع تقديم، بعد أداء صلاة الظهر مباشرة، وبالنسبة لصلاة المغرب بعد دخول وقتها تكون بالطائرة فتنوي تأخيرها إلى وقت العشاء، وعندما تصل إلى جدة – لا زلت مسافراً؛ لأن وِجهتك مكة-، وقبل الانتقال إلى مكة تصلِّي المغرب ثم تصلِّي العشاء قصراً في جدَّة.

واعلم أن لجمع التقديم والتأخير شروط، فأما شروط جمع التقديم، فهي:
الترتيب بينهما: الظهر ثم العصر، والمغرب ثم العشاء.
أن ينويَ جمع الثانية مع الأولى قبل فراغه من الصلاة الأولى.
الموالاة بينهما؛ بأن يبادرَ إلى الثانية بعد فراغه من الأولى وتسليمه منها، ولا يفرِّق بينهما بشيء من صلاة سُنَّةٍ، أو ذكر، أو غير ذلك. فإنْ فرَّق بينهما بشيءٍ طويل عُرفًا، أو أخَّر الثانية بدون أن يُشغل نفسَه بشيء بَطَلَ الجمعُ ووجب تأخيرُها إلى وقتها؛ اتباعًا للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في ذلك كلِّه.
أن يدوم سفره إلى تلبُّسه بالصلاة الثانية، فلا يضرُّ أن يصلَ إلى بلده أثناء الصلاة.

وأما شروط جمع التأخير، فهي:
أن ينويَ جمع الأولى تأخيرًا خلال وقتها الأصلي، فلو خرج وقت المغرب وهو لم ينوِ جمعها مع العشاء تأخيراً أصبحت المغرب متعلقة بذمته على وجه القضاء، وأَثِمَ في التأخير.
أن يدوم سفرُه إلى أن يَفْرَغَ من الصلاتَيْن معًا، فلو أقام قبل الفراغ النهائي منهما أصبحت المؤخَّرة منهما قضاءً. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *