اتصلت بصاحب البيت الذي استأجرته سابقاً وأخبرته أن له عليَّ 100 درهم من الإيجار سابقاً فقال خذها لك، فهل علي شيء
فتوى رقم 4729 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله، قبل سنوات استأجرت بيتاً في مدينةٍ ب 750 درهماً في الشهر ثم انتهت المدة وتركت الاستئجار، والذي أذكره أنه لما رجعت إلى تلك المدينة بعد مدة اتصلت بصاحب البيت وأخبرته أن له عليَّ 100 درهم فتعجَّب من تورُّعي، وقال لي -ما معناه- خذها لك. هذه المائة كنت قدَّرتها قبل اتصالي به، ويغلب على ظني أنها بسبب أيام قليلة لا أذكر عددها الآن بقيت فيها في البيت بعد انتهاء مدة الإيجار، لكن لست متأكداً يقيناً أن هذا هو السبب. المشكلة أنني لا أذكر أيضاً هل أثناء الاتصال أخبرته بعدد الأيام فعفى عني أم أخبرته فقط بالمال بناء على تقديري وحساباتي الخاصة؟ يحتمل أنه علم بدون أن أخبره بأنني بقيت في البيت تلك المدة ويحتمل أنه لم يكن يعلم. فهل ذمتي بريئة في هذه الحال، وهل أبني على أصل أنني أخبرته بالتفاصيل أثناء الاتصال، أو أنه يعلمها مسبقاً؟ للتوضيح فإنه سامحني لما قلت له أن عليَّ 100 درهم، والشكُّ الذي أصابني الآن: هل حسابي كان دقيقاً أم أنني أخطأت؟ ولا أستطيع التحقُّق الآن؛ لأنني لا أذكر عدد الأيام، هل لما اتصلت به أخبرته أن المائة هي مقابل العدد كذا من الأيام، أم أنه لم يعلم سببها وسامح فقط؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بما أنَّ صاحب البيت عندما استلم البيت منك، لم يطالب بأي مبلغ زيادة على الأجرة المتفق عليها، وسَكَت عن طلب الزيادة، مع كونه طالب بالأجرة لكنه لم يطلب الزيادة، والفقهاء يقولون : “السكوت في مَعْرِضِ الحاجة بيان” يعني: أن السكوت من القادر على التكلُّم في معرض الحاجة إلى الكلام: كلامٌ وبيان، بشرط أن يكون هناك دلالة عُرفية من حال المتكلِّم، أو يكون هناك ضرورة لدفع الغرر والضرر، يعني أن السكوت فيما يلزم التكلُّم به إقرار وبيان. خاصة وأنَّ قولك له بعد مدة: “وأخبرته أن له عليَّ 100 درهم فتعجَّب من تورُّعي وقال لي -ما معناه- خذها لك”. يؤكد أنَّ سكوته معناه إسقاط هذا المبلغ –حقِّه- عنك.
وعليه: فلا شيء عليكِ تجاهه، وذمَّتك بريئة من أيِّ حقٍّ له. والله تعالى أعلم.