شخص يشتري منا البضاعة ويقول: غدا أحدد لكم السعر عندما أبيع، هل هذا جائز؟

فتوى رقم 4724 السؤال: السلام عليكم، نسكن في قرية ونزرع البطيخ والبامية، هل يجوز للمشتري الذي هو من قريتنا أن يأخذ منا البطيخ والبامية من غير معاملة بيع؟ يعني: يأخذ منا البضاعة ويقول: أولاً أبيع وغدًا أحدِّد لكم السعر، هل هذا الفعل حرام أم حلال؟ وهو يفعل هذا الأمر حتى يتنفع أكثر من مرة ولا يخسر. والحقيقة نحن لم نرض بهذا الأمر لكننا مضطرون، المشتري قبل سنتين كان يحدد السعر؛ مثلاً نعطيه البضاعة ويقول مثلاً الكيلو 300 وعندما يذهب إلى السوق ويبيع، إذا باع بقيمة ترضيه يأتي ويحاسبنا على 300 وعندما لا ترضيه القيمة في السوق ويعلم أنه سوف يخسر يأتي ويقول أنا لا أحاسبكم على قيمة 300. والناس لا تقبل بهذا الفعل، ويحصل تنازع بيننا وبين المشتري بعد هذا الشيء. الآن إذا أتانا مشترٍ جديد من السوق الذي يبعد عنه حوالي 90 كم ويريد أن يشتريَ البضاعة منا بسعر أعلى من المشتري الذي يسكن في قريتنا يطردونه، وقد يصل بهم الأمر إلى تهديده.

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

هذه المعاملة باطلة لما فيها من الجهالة المفضية والمؤدية إلى النزاع، فإنَّ من أركان عقد البيع أن يكون المعقود عليه -السلعة وثمنها- معلوماً للعاقدين، وهذا غير موجود فيما ذكرته. فالحل يكون إما بتحديد ثمن السلعة (البطيخ، والبامية، ونحوها مما تزرعونه) ويتم البيع على علمٍ وبينةٍ، وأما قبض الثمن فلا يُشترط، ويمكن تأخيره، فلا مشكلة في ذلك. وإما أن يتمَّ عقدُ مضاربةٍ لتلك السلع (البطيخ، والبامية، ونحوها مما تزرعونه) عند بعض الفقهاء مع هذا الشخص المشتري؛ وذلك بأن يأخذ البضاعة، وتتفق معه على نسبة مئوية، فتتفق معه -مثلاً- على أنَّ له 40 بالمئة، أو أكثر، أو أقل حسب الاتفاق، وبعد أن يبيعَ تلك السلع يأتي بالغلَّة -الثمن الذي باع به- ويسلِّمه لكم، وتعطيه النسبة المتفق عليها 40 بالمئة مثلاً. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *