أليست الأعمال بالنيات؟ فإذا كنت أريد رسم شخص ونيتي في ذلك إهداء الرسم إليه، فهل يجوز ذلك؟
فتوى رقم 4704 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله، أليست الأعمال بالنيات؟ فإذا كنت أريد رسم شخص ونيتي في ذلك إهداء الرسم إليه، فهل يجوز ذلك؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
النية معتبرة في الأعمال المباحة أو المستحبة أو المفروضة، وأما في الأعمال المحرمة فالنية لا اعتبار لها، فالرسم لذي روح ممنوع ولو كانت النية في ذلك سليمة، روى الإمام أحمدُ في مسنده، والترمذيُّ وأبو داودَ والنَّسائيُّ في سُننهم من حديث أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «أتاني جبريلُ فقال: إنّي كنتُ أتيتُك البارحةَ فلم يمنعْني أن أكونَ دخلتُ عليك البيتَ الذي كنتَ فيه إلّا أنّه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قِرَامُ سِتْرٍ فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمُرْ برأس التمثال الذي في البيت فلْيُقْطَعْ فيصير كهيئة الشجرة، ومُرْ بالسِّتْرِ فلْيُقْطَعْ فيُجعل وسادَتَيْن منبوذتَيْن تُوطآن، ومُرْ بالكلب فليُخْرَج». وروى مسلمٌ في صحيحه عن عائشةَ -رضي الله عنها-، قالت: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنّ من أشدِّ الناس عذاباً يوم القيامة الذين يشبِّهون بخلق الله». وفي روايةٍ: «الذين يُضاهون بخلق الله». قال الحافظ ابن حجر العسقلانيُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه: “فتح الباري” (10/401): “قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله» أي يُشَبِّهُونَ ما يصنعونه بما يصنعه الله. ووقع في رواية الزُّهْرِيِّ عن القاسم عند مسلم: «الذين يُشَبِّهُونَ بخلق الله». انتهى. ويُستثنى من ذلك حالة الضرورة؛ كرسم صورة لمن ارتكب جريمة بناءً على شهادة الشهود بمواصفاته، فهذه حالة الضرورة أو الحاجة الشديدة.
وعليه: فيمتنع رسم إنسان أو ذي روح من أجل إهداء الصورة إليه. والله تعالى أعلم.