هل يجوز اقتناء هذه المجسَّمات التي في الصور أدناه، أم أنها حرام؟

فتوى رقم 4657 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل يجوز اقتناء هذه المجسَّمات التي في الصور أدناه، أم أنها حرام؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

فالصور المجسَّمة المرفقة في السؤال كلُّها يحرم اقتناؤها إلا ما كان مطموساً، فقد نصَّ العلماء في كتبهم على أن فقهاء المسلمين أجمعوا على حرمة رسم ذوات الأرواح إذا كان مجسَّمًا -كالأصنام-، وممن نقل هذا الإجماعَ الإمامُ النوويُّ -رحمه الله تعالى- في: “شرح صحيح مسلم” قال: “وأجمعوا على منع ما كان له ظِلٌّ ووجوبِ تغييره”. انتهى .

وقد ورد أحاديثُ كثيرةٌ في حرمة تلك الصور؛ منها: حديث مسلم في صحيحه عن ابن عمرَ رضي الله عنهما، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “الذين يصنعون هذه الصُّوَرَ يُعذَّبون يوم القيامة، يُقال لهم: أَحْيُوا ما خلقتم“،

ومنها: حديث مسلم في صحيحه عن سعيد بن أبي الحسن -رحمه الله تعالى- قال: “جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما، فقال: إني رجل أصوِّر هذه الصُّورَ، فأَفْتِني فيها، فقال له: اُدن مني، فدنا منه، ثم قال: ادن مني، فدنا منه حتى وضع يده على رأسه، قال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟ سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: “كلُّ مصوِّر في النار، يُجعل له بكلِّ صورة صوَّرها نفساً، فتعذِّبه في جهنَّم”. وفي رواية البخاريِّ أنه قال له: “ويحك، إنْ أَبَيْتَ إلا أن تصنع، فعليك بهذا الشجر، كلِّ شيء ليس فيه روح”. وهذا يدلُّ على جواز رسم كلِّ ما لا روح فيه كالشجر، والحجر، والأنهار… وغيرها من كلِّ ما لا روح له. وقد صحَّ أن الملائكة تنفر وتمتنع عن دخول البيت الذي فيه صورة، ففي صحيح مسلم أن النبيَّ  صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة”. قال النوويُّ -رحمه الله تعالى- في شرح مسلم: “سبب امتناعهم من بيت فيه صورة، كونُها معصيةً فاحشة، وفيها مضاهاةٌ لخلق الله تعالى”. انتهى.

وعليه: فالصور المجسَّمة المذكورة واضحة معالم الوجه حرامٌ صُنْعُها وبيعها وشراؤها، بخلاف مطموسة الوجه التي لا معالـمَ في وجهها فلا بأس. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *