هل يمكنني أداء الصلاة قبل دخول الوقت، وقبل خروجي من المنزل؟
فتوى رقم 4591 السؤال : السلام عليكم، إذا كنتُ في العمل، وأعلم أن الصلاة ستفوتني، فهل يمكنني أداء الصلاة قبل دخول الوقت، وقبل خروجي من المنزل؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
المطلوب أن تؤدِّيَ الصلاةَ في وقتها، وينبغي أن لا يكون العمل عائقاً أمام أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها، فالواجب أن تصلِّيَ الصلاة في وقتها لقول الله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) [سورة النساء، الآية: 103]
وبيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم هذه المواقيت، روى أبو داودَ والترمذيُّ في سننَيْهما، وأحمدُ في مسنده، من حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما أن النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “أَمَّنِي جِبْرِيلُ عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ، فَصَلَّى بِيَ الظُّهْرَ فِي الْأُولَى مِنْهُمَا حِينَ كَانَ الْفَيْءُ مِثْلَ الـشِّرَاكِ –أي: يسيراً قدْرَ طول شِراك النِّعال-، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ صَارَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ، ثُمَّ صَلَّى الْـمَغْرِبَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ وَأَفْطَرَ الصَّائِمُ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ حِينَ بَرَقَ الْفَجْرُ وَحَرُمَ الطَّعَامُ عَلَى الصَّائِمِ، وَصَلَّى فِي الْـمَرَّةِ الثَّانِيَةِ الظُّهْرَ حِينَ صَارَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ لِوَقْتِ الْعَصْرِ بِالْأَمْسِ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ صَارَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى الْـمَغْرِبَ لِوَقْتِ الْأُولَى، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ أَسْفَرَتِ الْأَرْضُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا وَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ، وَالْوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ”.
وعليه: فالواجب عليك أداء الصلاة على وقتها، والعمل لا يُعتبر عائقاً عن تأديتها في وقتها، ولا بد من أن تجد وقتاً للصلاة، ألا تجد وقتاً لشرب الماء، وتناول الطعام، وللردِّ على المكالمات الهاتفية؟! حتى مكان أداء الصلاة يمكنك أن تصلِّيَ في مكان بعيد عن الناس، فإنْ تعذَّر ذلك عليك، فالواجب أن تترك ذلك العمل وتبحث عن عمل آخر، فإن كنت مضطراً إليه، يعني: إنْ لم تعمل يتعذَّر عليك الأكل والشرب وشراء الدواء ودفع أجرة المسكن، حينئذ وجب عليك السعي لإيجاد عمل غيره ولو بأجرٍ أقل، فإنْ وجدت عملاً بديلاً وجب ترك هذا العمل. والله تعالى أعلم.