ما حكم الاحتفال بعيد ميلاد شخص، أو قبول دعوة لعيد ميلاد، أو تبادل الهدايا؟
فتوى رقم 4479 السؤال: ما حكم الاحتفال بعيد ميلاد شخص، أو قبول دعوة لعيد ميلاد، أو تبادل الهدايا؟ هل هو محرَّم أو فيه خلاف؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بالنسبة لحكم الاحتفال بميلاد الشخص، بدايةً، فإنَّ الأصل في احتفال الشخص بميلاده على الصورة المعهودة والمنتشرة اليوم، أنَّ ذلك عادة نصرانية، لكنَّه مع مرور الوقت صار الاحتفال عادة بين الناس، ولم يَعُدْ هذا الاحتفال خاصًّا بغير المسلمين، يعني صار من العادات العامة، فالجواز أو الحرمة فيه، ترجع إلى نية المحتفِل بميلاده؛ لحديث عمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: “إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكلِّ امرىءٍ ما نوى…“. رواه البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحَيْهما. فإن كان المقصود من الاحتفال التشبُّه بالكفار فحرام، للحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داودَ في سننه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “مَن تشبَّه بقوم فهو منهم“. وأما إن كان الاحتفال عادة وعرفًا سائدًا في المجتمع -كما هو الحال اليوم عند غالب المسلمين- ولم يتضمن أمرًا محرَّمًا، كالاختلاط والمعازف ونحوها فلا مانعَ منه، وإن كان الأفضل تركه.
وأما بالنسبة لقبول الدعوة فيتوقف على ما ذكرناه في حكم الاحتفال. وأما بالنسبة للهدية فلا مانعَ منها، بل هي مطلوب شرعي، فقد روى مالك في الموطأ، والبخاريُّ في الأدب المفرد أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “تَهَادُوا تَحَابُّوا“. وروى أبو داودُ في سننه عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، قال: ” كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقبل الهدية..”. والله تعالى أعلم.