مقيم في بريطانيا وأعيش في بيت إيجار، هل يجوز لي أن آخذ بفتوى دار الإفتاء الأوروبية التي تُجيز أخذ قرض ربويٍّ لشراء منزل للسكن؟

فتوى رقم 4396 السؤال : السلام عليكم، أنا مهندس برمجيَّات، أعيش في بريطانيا منذ خمس سنوات، أعيش مع زوجتي ولديَّ طفلان، ونريد إنجاب الطفل الثالث، أنا حالياً أعيش في إيجار، لكني أشعر بالضيق بسبب زيادة أسعار الإيجارات كلَّ عام بدون توقُّف، وأيضا أشعر بعدم الاستقرار فى الإيجار؛ لأني من الممكن أن أترك الشقة في أيِّ وقت، لأي سبب، أنا الحمد لله ميسور الحال، ومرتَّبي جيد وأستطيع الاستمرار في دفع الإيجار وأستطيع أيضاً دفع إيجار أغلى إذا انتقلت لمنزل أكبر، لأي سبب. وأيضا لدي منزل ملك لي في بلدي الأمّ، فلو ضاقت بي الأمور فى بريطانيا أستطيع العودة لبلدي الأمّ. أنا أفكر حالياً في شراء منزل بقرض ربويٍّ من بنك تقليدي؛ لأنه لايوجد خيارات تمويل إسلامية مناسبة. وجدت خياراً إسلامياً متاحاً كالمرابحة لكنه غالٍ جداً، لدرجة أن الإيجار سيكون أرخص من أن أحصل على القرض من هذا البنك الإسلامي. أنا أيضاً أفكر حالياً في ترك بريطانيا في خلال ٤ أو ٥ سنوات، والانتقال إلى بلد مسلم لتربية الأولاد هناك، لكني لم استقر على هذا القرار بعد ولم أحدِّد أين سأذهب. لكني أفكر أن هذا سيكون أفضل لي خلال هذه السنوات التي سأقضيها في بريطانيا، وأيضاً سيعطيني سهولة في العودة إلى بريطانيا في المستقبل؛ سواء للاستقرار، أو للعمل، أو لدراسة أولادي. سؤالي هو: هل يجوز لي أن آخذ بفتوى دار الإفتاء الأوروبية التي تُجيز أخذ قرض ربويٍّ لشراء منزل للسكن؟ لأنه ثمة خلاف مع زوجتي؛ لأنها ترى أننا نستطيع دفع الإيجار، لذلك لسنا في ضرورة. وجزاكم الله خيراً.

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

لا تُعتبر الحالة المذكورة في السؤال تُجيز الاقتراض بالرِّبا، خاصة وأن السائل يمتلك القدرة على دفع أجرة البيت، وأيضاً قد توفر له عقد شرعي مع بنك إسلامي في بريطانيا، لكن كما قال لا يناسبه، مع أنَّ لديه القدرة الماديَّة، ومُتاح له السداد، وأيضاً يفكر السائل في السفر للإقامة في بلد مسلم حفاظاً على أولاده، فلا حاجة لهذا المسكن، وأيضاً هو يتملك بيتاً في بلده الأصلي فيمكنه بيعه وشراء مسكن بثمنه في بريطانيا، وفي المستقبل في حال قرر العودة إلى بلده يبيعه ويشتري بثمنه في بلده مسكناً.

وعليه: فلا يُعتبر شراء البيت في الوضع المذكور ضرورة ولا حاجة ملحَّة، تُجيز الاقتراض بالربا. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *