حكم لعبة (جواكر) على الهاتف

الفتوى رقم 3845 السؤال: السلام عليكم، ثمّة لعبة في الهاتف اسمها (جواكر) وهي كلعبة الشدة، حيث يدخل اللعبة أربعة أشخاص، اثنان ضد اثنين، دون أن يدفعوا شيئًا، والفريق الفائز يربح نقاطًا من اللعبة، والفريق الخاسر لا يخسر أيَّ شيء، وهذه النقاط التي تُربح من اللعبة يمكن بيعها، أي أنها تعادل النقود الحقيقية، فما حكم هذه اللعبة؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق

اللَّعِب بالشدَّة الإلكترونية أو الورقية سواءٌ في الحكم، فقد نصَّ الفقهاء قديماً على مسألة اللَّعِب بالشدَّة، منهم الفقيه الشافعيُّ ابن حجر الهيتميُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه ” كفّ الرَّعاع عن محرَّمات اللَّهو والسماع” (ص177) حيث قال: “اللَّعب بالكنجفة –الشدة- حرام؛ لأنّه ليست العمدة فيه إلّا على الحزر والتخمين”. انتهى ملخَّصاً.

وهذا قول كثير من الفقهاء المعاصرين منهم: شيخنا الفقيه الدكتور مصطفى البغا، والفقيه الأصولي الدكتور مصطفى سعيد الخن -رحمه الله-، والفقيه علي الشربجي، والعلَّامة أبو بكر جابر الجزائري -رحمه الله-، انظر “الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي” (3/522)، و”منهاج المسلم” لأبي بكر الجزائري (ص 463).

وذهب بعض الفقهاء المعاصرين منهم شيخنا د. وهبة الزحيلي -رحمه الله- في كتابه “الفقه الإسلامي وأدلته” (4/2667): “ولعب الشدَّة أو الورق مكروه؛ لأنّه يُلهي عن ذكر الله، ويصبح حراماً إن كان على شرط المال”. انتهى.

 ويُضاف إلى ما قاله الدكتور الزحيلي ضوابطُ أخرى منها: ألَّا يُشغل عن طاعة أو واجب من الواجبات الشرعية كالصلاة أو برّ الوالدين وغيرها…. وألَّا يُصاحبه محرّم كالشتائم والسباب والسخرية وكثرة الحلف وفحش القول الذي يحدث كثيراً بين اللاعبين، وألَّا يكون اللعب مع نساء أجنبيات ولو أقارب كابنة العمّ أو الخال أو زوجة الأخ أو ابنة العمة وغيرها من النساء من غير محارمه. وهذه الضوابط نادراً ما يمكن توافرها فيمن يلعب الورق(الشَّدَة).

 وعليه: فإن القول بالتحريم هو الأَوْلى بالعمل به، وهو ما أفتى به الكثير من أهل العلم. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *