ما المقصود من الحديث: “كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي”؟

الفتوى رقم 3437 السؤال: السلام عليكم، ما المقصود من الحديث: “كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي”؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

فالحديث رواه البخاريُّ ومسلم في صحيحَيْهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: “قال الله: كلُّ عملِ ابن آدمَ له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم، فلا يرفُثْ ولا يصخَبْ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَلَه، فليَقُلْ: إني امرؤ صائم، والذي نفسُ محمد بيده، لخُلُوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، للصائمِ فرحتانِ يفرحهما: إذا أفطر فرِح، وإذا لقِي ربَّه فرح بصومه”.

فقول الله تعالى: “كلُّ عملِ ابن آدمَ له إلا الصيام؛ فإنه لي” معناه:أن الله تعالى اختصَّ الصوم من بين الأعمالِ بإضافته إلى ذاته جلَّ وعلا إضافةَ تشريف، وفي هذا مَزِيَّةٌ عظيمة للصوم ليست لغيره من الأعمال، والسبب في إضافة الصوم إلى الله تعالى أنه لم يُعبد أحدٌ غير الله تعالى به، فلم يُعَظِّم الكفار في عصر من الأعصار معبوداً لهم بالصيام، وإن كانوا يعظمونه بصورة الصلاة والسجود والصدقة والذِّكر وغير ذلك. وقوله تعالى: “وأنا أجزي به” معناه: أن الله وعد أن يجزِيَ الصائمين جزاءً من عنده غيرَ محصور ولا معدود، وهذا موافق لقوله تعالى في القرآن الكريم: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة الزمر الآية: 10]، والمعنى: أن الصابرين يُؤجَرون بلا عدد، وإنما يُصَبُّ عليهم الثواب صبًّا بلا حساب، والصوم يجمع أنواع الصبر كلَّها. وللعلماء أقوال أخرى لم نذكرها خشية الإطالة ومَن أراد المزيد فعليه بما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله تعالى- في كتابه “فتح الباري شرح البخاري”.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *