أنا بنت عمري ٢٢ سنة، هل أستطيع السفر للدراسة بدون محرَم؟

الفتوى رقم 3194 السؤال:السلام عليكم، أنا بنت عمري ٢٢ سنة، وجاءني قَبول لدراسة ماجستير تطوير مناهج تعليمية في فرنسا. حاولتُ توفير محرَم للسفر لكن لم يتيسَّر ذلك، فهل أستطيع السفر للدراسة بدون محرَم؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

بالنسبة لحكم سفر المرأة بدون محرَم، فقد اتفق فقهاء المذاهب الأربعة -وبعضهم نقل الإجماع- على حُرمة سفر المرأة بدون محرَم أو زوج. وقد دلَّ على ذلك حديث البخاريِّ في صحيحه، أنَّ النبيَّ ﷺ قال: “لا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، وَلا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الْحَجَّ، فَقَالَ: اخْرُجْ مَعَهَا”. وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: “لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَم”.

قال الإمام النوويُّ -رحمه الله- في شرحه للحديث: “فَالْحَاصِل، أَنَّ كُلّ مَا يُسَمَّى سَفَرًا تُنْهَى عَنْهُ الْمَرْأَة بِغَيْرِ زَوْج أَوْ مَحْرَم”. انتهى. وقد نقل الحافظ ابن حجر العسقلانيُّ -رحمه الله- في كتابه “فتح الباري” (4/76) اتفاقَ الفقهاء على منع سفر المرأة بلا محرَم، إلا في مسائلَ مستثناة، فقال: “قال البغويُّ: لم يختلفوا في أنه ليس للمرأة السفر في غير الفرض (الحجّ الواجب) إلا مع زوج أو محرَم، إلا كافرة أسلمت في دار الحرب أو أسيرة تخلَّصت. وزاد غيره: أو امرأة انقطعت من الرفقة فوجدها رجل مأمون فإنه يجوز له أن يصحبها حتى يبلغها الرفقة”. انتهى. قال الحافظ ابن حجر العسقلانيُّ -رحمه الله تعالى- في “فتح الباري”: “واستدلُّوا به على عدم جوازِ السفر للمرأة بلا محرَمٍ، وهذا إجماعٌ في غير الحجِّ والعُمرة، والخروجِ من دار الشرك”. انتهى.

بناء عليه: فلا يَحِلُّ سفر المرأة بدون محرَم أو زوج إلا في تأدية فريضة الحجّ والعمرة.

وأما بالنسبة للإقامة في فرنسا لأجل تكملة الدراسة الجامعية فيُشترط لجوازه:

1- أن يكون التخصُّص الذي تريد دراسته غير موجود في بلدها أو بلاد المسلمين.

2- أن يكون المسلمون بحاجة إلى هذا التخصّص.

3- وأن تأمن المرأة على دينها ونفسها وعرضها.

فإن لم تتوافر تلك الشروط فلا يَحِلُّ الإقامة في بلاد الكفار.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *