إذا اجتمعت امرأة مع سائق سيارة وحدهما في السيارة، فهل هذه خلوة؟

الفتوى رقم 3183 السؤال: السلام عليكم، إذا اجتمعت امرأة -سواء محجَّبة أو غير محجَّبة – مع سائق سيارة وحدهما في السيارة، فهل هذه خلوة؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

بالنسبة لركوب امرأة غير محجَّبة في سيارة أجرة، فهذا مما عمَّت به البلوى في بلدنا لبنان، فالأفضل أن لا يُركِبها سيارتَه، والأجرة حلال في كلِّ الأحوال.

وأما بالنسبة للخلوة في السيارة، فقد نصَّ الفقهاء -في كتبهم المعتمدة- على أن للخلوة ضابطًا وهو: أن كل اجتماع لا تؤمَن معه الرِّيبة عادة يُعدُّ خلوة محرَّمة -وهي ما كانت مع أجنبية-، وهي: مَنْ ليست زوجة ولا مَحْرَماً. والـمَحْرَم: مَنْ يَحْرم نكاحُها على التأبيد إما بالقرابة أو الرضاعة أو المصاهرة، والأصل في ذلك حديث البخاريّ في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال: “لا يخلوَنَّ رجل بامرأة إلا مع ذي مَحْرَم”. وحديث جابر رضي الله عنه، عن النبيِّ ﷺ قال: “مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلُوَنَّ بامرأة ليس لها محرَم، فإنّ ثالثهما الشيطان”. رواه الإمام أحمد في مسنده.

بناء عليه: فالسيارة إن كانت في مدينة ويَرىَ الناسُ مَن في داخلها وتسلك طرقاً يكثر فيها تردُّد الناسِ فلا تُعتبر خلوة، بخلاف ما كان بين مدينة وأخرى أو في طرق خالية من المارَّة -كالطرق الجبلية أو الفاصلة بين المدن والقرى- فتعتبر خلوة محرَّمة. ولذلك المطلوب في هذه الحالة ركوب الحافلة أو الباصات العامة.

تنبيه: ينبغي للمسلم أن يكون داعياً إلى الله يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وينصح تلك المرأة المسلمة بالحجاب.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *