إذا أتى الرجلُ زوجتَه من مكان مُحَرَّم لا يجوز -وهو يعلم أنه لا يجوز- فما الحكم في ذلك؟
الفتوى رقم 2999 السؤال: السلام عليكم، إذا أتى الرجلُ زوجتَه من مكان مُحَرَّم لا يجوز -وهو يعلم أنه لا يجوز- فما الحكم في ذلك؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
المطلوب أن يبادر إلى التوبة، بالندم، والعزم على أن لا يعود إلى هذه المعصية الكبيرة، وأن يُقلع عنها، وأن يُكثر من الاستغفار، وأن يتصدَّق بما يستطيع.
واعلم أن باب التوبة مفتوح، فقد روى الترمذيُّ في سننه عن أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن عمرَ بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنْ النبي ﷺ قال: “إنّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغر”. وقال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة الزمر الآية: 53]. وقال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [سورة طـه الآية: 82]. وقال جلَّ شأنه: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة آل عمران الآية: 135]. وقال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) [سورة النساء الآية: 110].
وروى مسلم في صحيحه عَنْ أبي موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النبي ﷺ قال: “إن اللَّه تعالى يَبْسُط يَدَه باللَّيل ليتوبَ مُسيء النهار، ويبْسُط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيء الليل حتى تَطْلُع الشمس مِنْ مغربها”.
وعليه: فالمطلوب منك المسارعة إلى التوبة والإكثار من الاستغفار، والحذر من العودة إلى هذه المعصية الكبيرة.
والله تعالى أعلم.