هل يوجد في الشريعة الإسلامية تطبيق حكم الإعدام؟
الفتوى رقم 2821 السؤال: السلام عليكم، هل يوجد في الشريعة الإسلامية تطبيق حكم الإعدام؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
عقوبة الإعدام -القتل- موجودة في الإسلام ويعبَّر عنها أحياناً بالقصاص، قال الله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة البقرة الآية: 179].
عقوبة الإعدام -القتل- تثبت في حقّ الشخص إذا انطبقت عليه الأوصاف التالية:
1- المرتد، وهو مَن كفر بعد إسلامه؛ لقوله ﷺ: “من بدَّل دينه فاقتلوه” رواه البخاري في صحيحه.
2- الزاني الـمُحْصَن: وعقوبته الرَّجم بالحجارة حتى الموت. والمــُحْصَنُ: هو من تزوَّج ووطئ زوجته (جامعها) في قُبُلِها في نكاح صحيح، وهما حرَّان عاقلان بالغان، فإذا زنى المــُحصن أو زنت الـمُحصنة فإنهما يُرجمان حتى الموت؛ لقول النبيِّ ﷺ: “خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهنَّ سبيلًا، البِكْرُ بالبِكْرِ: جَلْدُ مائة، ونَفْيُ سَنة، والثَّيِّبُ بالثَّيِّبِ جَلْدُ مائة، والرَّجم”. رواه مسلم في صحيحه، ولما روى البخاريُّ ومسلم في صحيحَيْهما عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضي الله عنهما أنهما قالا: “إنّ رجلًا من الأعراب أتى رسولَ الله ﷺ فقال: يا رسول الله، أنشدك الله إلَّا قَضَيْتَ لي بكتاب الله. فقال الخصم الآخر -وهو أفقه منه-: نعم فاقض بيننا بكتاب الله وأْذَنْ لي. فقال رسول الله ﷺ: “قل”. قال: إن ابني كان عسيفًا على هذا (أي استأجره ليعمل عنده) فزنى بامرأته. وإني أُخبرت أن على ابني الرجم، فافتديت منه بمائة شاة ووليدة. فسألت أهل العلم فأخبروني أنما على ابني جلد مائة وتغريب عام، وأن على امرأة هذا الرجم. فقال رسول الله ﷺ: “والذي نفسي بيده لأقضينَّ بينكما بكتاب الله؛ الوليدة والغنم رَدٌّ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغْدُ يا أُنَيْس (وهو أحد الصحابة) إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها”. قال: فغدا عليها فاعترفت، فأمر بها رسولُ الله ﷺ فرُجِمَت.
3- القاتل عمداً: يُقتل قصاصاً إلا إنْ عفا عنه أولياء المقتول أو رَضُوا بالدِّية؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة البقرة الآية: 178]. وقوله سبحانه: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة البقرة الآية: 179]. ولقوله ﷺ: “لا يحلُّ دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيِّب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه الـمُفارق للجماعة”. رواه البخاريُّ ومسلم في صحيحَيْهما.
4- قاطع الطريق، وهو الـمُحارِب؛ لقوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [سورة المائدة الآية: 33].