خالعت زوجي وعندي خمسة أولاد، فهل عليَّ إثم إن تركت الأولاد وأخذهم أبوهم، لأنه أتاني عريس ويريد السفر إلى خارج لبنان؟

الفتوى رقم 2697 السؤال: السلام عليكم، أنا امرأة خالعت زوجي وعندي خمسة أولاد، وهو يأخذ الولدين الأكبر سنًّا، وأنا آخذ الثلاثة الصغار، فهل عليَّ إثم إن تركت الأولاد وأخذهم أبوهم، لأنه أتاني عريس ويريد السفر إلى خارج لبنان، وأبوهم لا يُعطيني نفقةً كافية لهم؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

لا حرج من الناحية الشرعية أن تتزوَّج المطلَّقة، لكن حقَّها بحضانة أولادها الصغار يسقط. روى أبو داودَ في سُنَنه أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال للمرأة حينما جاءته فقالت: “يا رسول الله، إنّ ابني هذا كان بطني له وعاءً، وثديي له سِقاء، وحِجْري له حِواء، وإنّ أباه طلَّقني، وأراد أن ينزعَه منّي، فقال لها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: “أنتِ أحقُّ به ما لم تَنكحي”.

ونصَّ الفقيه ابن قدامة المقدسي -رحمه الله تعالى- في كتابه “المغني” (8/195):”أَنَّ الْأُمَّ إذَا تَزَوَّجَتْ، سَقَطَتْ حَضَانَتُهَا، قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: أَجْمَعَ عَلَى هَذَا كُلُّ مَنْ أَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ”. انتهى.

وأما بالنسبة لترك الأولاد مع أبيهم ليقوم برعايتهم فلا مانع منه إن قَبِل ورضيَ الزوج -أبوهم- بذلك، لكن من الناحية التربوية والصحّة النفسية للأولاد فرِعاية الأمّ لهم حال الصغر، هو الأفضل والأحسن وهي الأقدر على رعايتهم من الزوج، أو من زوجة أبيهم، فنصيحتنا لك أن يبقى الأولاد الصغار معك إن رضِيَ والدهم والزوج الجديد، وإلَّا فإنْ أمكن أن تحضنَهم جدَّتُهم والدة الأم فحَسَن، وإلَّا فعند أبيهم طالما توافرت شروط الحضانة، وهي: الإسلام والعقل والعفة والأمانة والإقامة، والخلو من الأمراض الدائمة والعادات المؤثِّرة.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *