ما حكم التدخين في الإسلام؟ وإذا كان التدخين حراماً، ثمَّ أصرَّينا عليه، فهل نعتبر ضمن الكافرين؟

الفتوى رقم 2549 السؤال: السلام عليكم، ما حكم التدخين في الإسلام؟ وإذا كان التدخين حراماً، ثمَّ أصرَّينا عليه، فهل نعتبر ضمن الكافرين؟ فهناك أكثر من ٣٠٠ مليون مسلم حول العالم مدخِّنين، فما حكمهم؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

اتفق العلماء في عصرنا -على حُرمة التدخين- لما ثبت علميّاً بالأدلة اليقينية من ضرره على صحة الإنسان، ويمكن مراجعة عشرات الدراسات والأبحاث الشرعية والطبية، وأيضاً قرارات المجامع الفقهية كمجمع بحوث الأزهر الشريف في مصر، ومجمع الفقه الإسلامي في جدة، والمجمع الفقهي في مكة المكرمة، ولجنة الإفتاء لهيئة كبار العلماء في السعودية وغيرها. وأصبح من البديهيات العلمية عند كافة الأطباء في العالم الأضرار والأمراض الخطيرة التي يسبِّبها التدخين. والشرع الحنيف حرَّم كلَّ ما فيه ضرر على الإنسان؛ فقد قال الله تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) [سورة الأعراف الآية: 157]، وقال ﷺ: “لا ضرَرَ ولا ضِرار”. رواه الإمام مالك في الموطَّأ.

ولا أظنُّ أن ثمة عاقلاً يُجيز لنفسه شرب الدخان بعدما ثبت علميّاً لدى كافة الأطباء ضرره فضلاً عن الحكم الشرعيِّ الذي أوضحناه.

وأما بالنسبة لكفر من يُصِرُّ على المعصية -التدخين- فلا يُعتبر ذلك كفراً، ولم يقل أحد من أهل العلم الـمُعتبَرين إن فعل المعصية والإصرار عليها كفر، بل إن هذا مذهب الخوارج، والفِرَقِ الضالَّة التي تكفِّر المسلمين.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *