زوجي خطب، وهو يريد الزواج، وأنا الآن انفصلت عنه من غير طلاق، ما هو حكم الشرع في قراري هذا؟
الفتوى رقم 2053 السؤال: السلام عليكم، أنا زوجي خطب، وهو يريد الزواج وأنا متزوجة منه منذ عشرين سنة، وعندي ستة أولاد أكبرهم في كلّية الطبّ، وأصغر أولادي فتاة عمرها سنتين ونصف، وأنا كرهت زوجي لأن معاملته لي من قبل كانت سيئة وفيها ضغط شديد على نفسيّتي وأعصابي، وأريد أن أبتعد عنه وأكون في بيتي مع أطفالي وينفق عليهم، ويتزوج هو في بيت آخر، وأنا الآن انفصلت عنه من غير طلاق، والحمد لله هو يُنفق علينا وأنا مرتاحة نفسيًّا أنه بعيد عنّي، ما هو حكم الشرع في قراري هذا؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
الأصل أن تكون الحياة الزوجية قائمة على المودَّة والإحسان والرحمة، كما قال تعالى في كتابه الكريم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الروم الآية: 21].
واعلمي أن زواج الرجل بامرأة ثانية لا يلغي الحياة الزوجية الأولى خاصة إذا كان الزوج لديه المقدرة على العدل بين زوجاته، وهذا لا يبرّر للزوجة الأولى أن تمتنع عن زوجها وتخاصمه، لكن قرار الانفصال من غير طلاق إذا كان باتفاق مع الزوج ورضاه فلا مانع منه، وأما إذا كان بغير رضاه وهو قرارك أنت، وقد اضطُرّ الزوج للرضى به، فهذا لا يَحِلُّ لأن للزوج حق عندك كما أن لك حق عنده بأن يُحسن إليك ويؤدي الواجب تجاهك.
فنصيحتنا لك بأن تراجعي هذا القرار وأن تؤدّي حقَّ زوجك عليك كما أنه مطلوب منه أن يؤدّي واجبه تجاهك، وتقصيره أو ظلمه لكِ لا يعني أن تمنعيه حقَّه.
والله تعالى أعلم.