كلب يخوِّف المارَّة والأطفال وبموافقة وضحك أصحابه، فهل يجوز لي قتله؟!

الفتوى رقم: 1898 السؤال: عندنا كلب بحجة الحراسة لكن لا حاجة لذلك، ويخوِّف المارَّة والأطفال وبموافقة وضحك أصحابه، فهل يجوز لي قتله؟!

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

في الأصل كلب الحراسة يجوز اقتناؤه، ويعتبر حيوانًا محترمًا في الشرع، و المحترم منها: هو كلُّ حيوان ما لا يؤمر بقتله، ومنه كلب الحراسة. وأما الكلب العقور فقد أمر النبيُّ ﷺ بقتله للضرر الحاصل منه.

وينبغي على صاحب الكلب أن يجعله ضمن سور المنزل لا أن يتركه خارج السور فيؤذي المارَّة وإلا أثم بذلك وجاز للمارَّة قتلُه للضرر المتحقِّق منه، وقد حذَّر النبيُّ ﷺ من أذية الناس وترويعهم فهذا ظلم وتَعَدٍّ ظاهر، وهو حرام بكلِّ حال، بل إنَّ حرمته شديدة، وقد عدَّه بعض أهل العلم في الكبائر، كابن حجر الهيتميِّ الشافعيِّ -رحمه الله تعالى- في كتابه: “الزواجر عن اقتراف الكبائر”.

قال الإمام النوويُّ -رحمه الله تعالى- في شرحه على صحيح مسلم عند حديث رسول الله ﷺ: “مَن أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يَدَعَه، وإن كان أخاه لأبيه وأُمِّه” قال: “فِيهِ تَأْكِيدُ حُرْمَة الْمُسْلِم، وَالنَّهْي الشَّدِيد عَنْ تَرْوِيعه وَتَخْوِيفه وَالتَّعَرُّض لَهُ بِمَا قَدْ يُؤْذِيه. وَقَوْله ﷺ: “وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمّه”. مُبَالَغَة فِي إِيضَاح عُمُوم النَّهْي فِي كُلّ أَحَد، سَوَاء مَنْ يُتَّهَم فِيهِ، وَمَنْ لَا يُتَّهَم، وَسَوَاء كَانَ هَذَا هَزْلًا وَلَعِبًا، أَمْ لَا، لِأَنَّ تَرْوِيع الْمُسْلِم حَرَام بِكُلِّ حَال. اهـ.

وروى الإمام أحمدُ في مسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: “حدَّثنا أصحابُ محمَّدٍ ﷺ أنهم كانوا يسيرون مع النبيِّ ﷺ، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الله ﷺ: “لا يَحِلُّ لمسلم أن يروِّع مسلمًا.” وقد عقد الحافظ المنذريُّ في كتاب “الترغيب والترهيب” بابًا في الترهيب من ترويع المسلم.

فينبغي على صاحب الكلب أن يمنعَه من التعرُّض للناس خارج المنزل، وأن يربطَه بحيث لا يؤذي المارَّة، وإلا فقد أساء وظلم وارتكب إثمًا.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *