ما معنى الكعبة في الآية، ولماذا سمِّيت الكعبة بالكعبة ما دامت ليست مكعَّبة الشكل؟

الفتوى رقم: 1679 السؤال: قال الله تعالى: (جعل الله الكعبة البيت الحرام) فما معنى الكعبة في الآية، ولماذا سمِّيت الكعبة بالكعبة ما دامت ليست مكعَّبة الشكل؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

ذكر أهل التفسير أن الكعبة سميت كذلك لتربيعها، اعلم -أخي السائل- أن من معاني الكعبة: العلوّ، والارتفاع، والشرف، والمجد. فقد قال العلَّامة اللغوي الزَبِيديُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه: “تاج العروس في شرح القاموس”: “يقال أعلى الله كعبَه، أي: أعلى جَدَّه، وفي حديث قيلة بنت مخرمة: “والله لا يزال كَعْبُك عاليًا” هو دعاء بالشرف والعلو والمجد. ومن هذا المعنى اشْتُقَّ اسم الكعبة لبيت الله الحرام، زاده الله تشريفًا”. اهـ. وقال العلَّامة ابن الأثير في كتاب” النهاية في غريب الحديث والأثر”: “كلُّ شيء علا وارتفع فهو كعب، ومنه سميت الكعبة، للبيت الحرام. وقيل: سميت بها لتكعيبها، أي تربيعها”. اهـ. وقال الإمام النوويُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه “المجموع” (1/423): “وأما الاشتقاق فهو أن الكعب مشتق من التكعُّب وهو النتوُّ -أي: الارتفاع- مع الاستدارة، ومنه سميت الكعبة” اهـ. ومعلومٌ أنَّ كلَّ شبه مكعَّبٍ هو مكعَّبٌ ولا عكس، كما في علم الأشكال الهندسية. وهي كذلك مكعَّبة باعتبار ما كانت عليه زمن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- عندما رفع قواعدها، وأما اليوم فهي مربَّعة، ولذلك يُعتبر حِجْرُ سيدنا إسماعيلَ – عليه السلام – من الكعبة وهو الجدار الصغير المدوَّر من جهة مِيزاب الرحمة.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *