حكم الزواج من شاب مسيحي إن أسلم ولم يلتزم بتعاليم الإسلام

الفتوى رقم: 1440 السؤال: شخص مسيحيٌّ أجنبيٌّ طلب من فتاة مسلمة الزواج فشارطته أن يُسلم حتى تقبل به، فقال: إنه سيُسلم إن كان هذا فقط شرطها، فما يُشترط فعلُه لصحة إسلامه؟ وهل عقد الزواج صحيح إنْ أَسلم ولكن لم يصلِّ أو يفعل أيَّ شيء من العبادات وظل يفعل بعض المعاصي؟ هل يصحُّ الزواج؟ وهل تؤجر هي وتُثاب عند الله تعالى على طلب الإسلام منه؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

أخي السائل: الإسلام ليس -فقط- كلمة تُقال باللسان ليس لها واقع في الحياة العملية؛ فالنصرانيُّ الذي يدخل في الإسلام لا بد له مع إقراره ونطقه واعتقاده بكلمة التوحيد -لا إله إلا الله محمَّد رسول الله- أن يُقِرَّ بنبوَّة عيسى ابن مريم عليه السلام، وأن يُقِرَّ بأنه لم يُقْتَلْ ولم يُصْلَبْ بل شُبِّه لهم، ومع ذلك لا بد من أن يدرس العقيدة -ليس بالمفهوم الأكاديمي- وأن يعلم مقتضياتِ كلمة التوحيد ولوازمَها، ويُشرح له الأحكام الشرعية الواجبة عليه: كالطهارة، والصلاة، وصوم رمضان، وغيرها من الفرائض من أخلاق ومعاملات وغيرها… ويعلم ما يحرم عليه من شرب الخمر وأكل لحم الخنزير والقمار والميسر وكشف العورات والزنا وغيرها من المحرَّمات، وهذا يحتاج إلى وقت لتعلُّمه، وإلى أن يتعلَّم ذلك، ويلتزم بالفرائض ويجتنب المحرَّمات -فإن أقرَّ بالشهادتين ولم يتعلَّم بعدُ ما ذكرناه- فهو مسلم ولكن لم يَحْسُنْ إسلامُه بعد، فإن تعلَّم وأدى الفرائض واجتنب المحرَّمات، فقد حَسُنَ إسلامُه، ويمكن عندها أن تتزوجه المسلمة، وإلا فلا يَحِلُّ زواجُها منه.

وأما بالنسبة لحصول الثواب بطلب الإسلام منه، فلا شكَّ في أن دعوة الآخرين للدخول في الإسلام فيها الأجر والثواب.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *