الاستماع إلى المنجِّمين أو العرَّافين

الفتوى رقم: 1294 السؤال: السلام عليكم، قرأت أن ثمة حديثًا عن الرسول ﷺ نصُّه: “من أتى عرَّافًا فسأله عن شيء، فصدقه فقد كفر بما أُنزل على محمد”. فما معنى الحديث، وهل هذا الحكم ينطبق حتى لو كانت لمجرد التسالي. أو استماع الأبراج؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

الحديث المذكور صحيح؛ وفي المسألة تفصيل وهو: أنه لا يَحِلُّ لمسلم أن يقرأ أو يستمع إلى المنجِّمين أو العرَّافين أو الكهَّان، فقد قال رسول الله ﷺ: “من أتى عرَّافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا” رواه مسلم في صحيحه، ومثل ذلك الدخول إلى شبكة النت أو الفيسبوك لهذا الغرض.

ظاهر الحديث أن مجرَّد سؤاله يوجب عدم قبول صلاته أربعين يومًا، ولكنه ليس على إطلاقه، فسؤال العرَّاف ونحوه ينقسم إلى أقسام:

القسم الأول: أن يسأله سؤالًا مجردًا، فهذا حرام لقول النبيِّ ﷺ: “من أتى عرَّافًا”.

القسم الثاني: أن يسأله فيصدِّقَه ويَعْتَبِرَ قوله، فهذا كفر -كما في الحديث الذي ذكره السائل- ولأن تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن، فقد قال الله تعالى: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) [سورة النمل آية: 65].

القسم الثالث: أن يسأله ليختبره، هل هو صادق أو كاذب، لا لأجل أن يأخذ بقوله، فهذا لا بأس به، ولا يدخل في الحديث.

القسم الرابع: أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه، فيمتحنه في أمور يتبيَّن بها كذبه وعجزه، وهذا مطلوب، وقد يكون واجبًا.

نسأل الله العافية والسلامة. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *