ما هو الرِّبا؟ وهل البنوك الرِّبوية أسهمت في الأزمة التي يمرُّ بها لبنان؟

الفتوى رقم 992 السؤال: السلام عليكم، ما هو الرِّبا؟ وهل البنوك الرِّبوية أسهمت في الأزمة التي يمرُّ بها لبنان؟ وشكرًا لكم

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

الرِّبا في الشرع له تعريفات عدة؛ منها أنه تفاضل في أشياء ونَسَأ -أي تأجيل- في أشياء، وهو مختصٌّ بأشياء ورد الشرع بتحريمها؛ نصًّا في البعض، وقياسًا في الباقي منها.

فالرِّبا أنواع منها: ربا البيوع، وربا الصَّرف، وربا القرض.. وغيرها.

وقد أجمعت الأمَّة على أنّ الرِّبَا محرَّم، وأنّه من كبائر الذنوب، وقد ورد تحريمه في نصوص الشرع؛ من ذلك قول الله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) [سورة البقرة الآية: 275 ]. وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة آل عمران الآية: 130 ]، وقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ) [سورة البقرة الآيتان: 278، 279 ]. وحديث رسول الله ﷺ: “اجتنبوا السبع الموبقات”. وعدَّ منها: “أكل الربا”. متفق عليه. وحديث: “لعن الله آكلَ الرِّبَا ومؤكلَه وشاهدَيه وكاتبَه”؛ متفق عليه.

والرِّبا له تفصيلات وتشعُّبات كثيرة لا يمكن في هذا المقام استيعابها، وبالإمكان أن نجيب -في هذه الخدمة- عن سؤال أو استفتاء بمسألة معينة.

هل البنوك الربوية أسهمت في الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان؟

وأما بالنسبة للشِّقِّ الثاني من السؤال: هل البنوك الربوية أسهمت في الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان؟

بدايةً فإنّ هذه المسألة يجيب عنها أهل الاختصاص في الاقتصاد والحركة الماليّة للبنوك، لكن ممّا لا شك فيه أن الرِّبا عامل أساسيٌّ في تسارع الانهيار الماليِّ عند أول أزمة اقتصاديَّة تضرب البلاد، فالله تعالى حذَّرنا من عواقب الرِّبا وخطره على المجتمعات وعلى النموِّ الاقتصاديِّ، ولذلك حرّمه على الناس. قال الله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) [سورة البقرة الآية: 275 ].

وكيف لا يدمِّر الرِّبا الاقتصادَ وقد قال تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) [سورة البقرة آية:276 ].

فالرِّبا يؤدّي إلى غلاء الأسعار، والبطالة، والتضخّم، والمنع من الاستثمار في المشروعات المفيدة للمجتمع، وتعطيل الطاقات البشرية، وتعطيل المال، والرِّبا يُشجِّع على المقامرة، والإسراف، والكساد، ويُوجِّه الاقتصاد وِجْهَةً منحرفة، ويتسبَّب في الأزمات الجائحة؛ كإضعاف القوة الشرائيّة عند الطبقة الفقيرة والعمال، ما يُعرقل ترقية التجارة والصناعة وغيرها من الأزمات التي تدمِّر الاقتصاد.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *