سلس البول، والغازات والإفرازات.. كيف أصلي؟!

الفتوى رقم:102: السؤال: السلام عليكم، الموضوع نوعًا ما مُحرج، لكنه أصبح مما لا يُطاق، فعسى أن تكون هذه الحالة قد مرت معكم من قبل، وإذا لها فتوى أو علاج أفيدونا؛ لأن الصلاة أصبحت صعبة مع هذه المشكلة.

المشكلة الأولى وهي سلس البول، وقد أخبرني شيخ بأن أضع المحارم بعد التطهير على العضو، وأتم الوضوء ثم صلاة الفرض، ولو شعرت بخروج بول فلا ينقض ذلكَ الوضوءَ ولا الصلاة لأنه مرض، شرط أن أتطهر وأتوضأ لصلاة الفرض التالية وقد اعتمدت هذا الأسلوب وليست بالمشكلة الكبيرة.

أما المشكلة الثانية وهي التي بسببها قد أصبحت الصلاة متعبة هي الغازات، فقد لاحظت مؤخَّرًا أنه بسبب هذه الغازات أو مشاكل في المعدة فإنْ ثَمّةَ آثار خروجٍ أو إفرازات من المؤخرة تظهر على اللباس الداخلي مما يجعله نجساً ويُبطلُ طهارتي ووضوئي.

جربت استخدام المحارم كما في المشكلة الأولى إلا إني عانيت من الانتفاخ والاحمرار ولم أستطع الجلوس بدون آلام وأصبحت الصلاة ـــ صدقاً ـــ عبئًا؛ إذ أُضطر إلى تغيير اللباس الداخلي أثناء العمل، وهو لا يصلح لهذا؛ لأني أعمل في مصرف ولباسي رسمي، ووقت الفراغ أصبح فقط للدخول للحمام والطهارة وتغيير (البوكسر).

فماذا أفعل! لا أريد أن أقضي الصلوات. شكرًا، وآسف إذا أطلت الكتابة، ولكن ـــ صدقًا ــــ تعبت!

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

ما أفتاك به الشيخ في المسألة الأولى صحيح.

أما بالنسبة للمسألة الثانية: الأمر بسيط ولا يحتاج إلى كثير جهد:

فهذا التعرُّق وما تراه معفوٌّ عنه، ولا مشكلة في ذلك قال الفقيه ابن قُدامة الحنبليُّ رحمه الله في كتابه: “المغني”:

“وَقَدْ عُفِيَ عَنْ النَّجَاسَاتِ الْمُغَلَّظَةِ لِأَجْلِ مَحَلِّهَا، فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ؛ أَحَدُهَا: مَحَلُّ الِاسْتِنْجَاءِ، فَعُفِيَ فِيهِ عَنْ أَثَرِ الِاسْتِجْمَارِ بَعْدَ الْإِنْقَاءِ وَاسْتِيفَاءِ الْعَدَدِ، بِغَيْرِ خِلَافٍ نَعْلَمُهُ،…. وَلِأَنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، كَانَ الْغَالِبُ عَلَيْهِمْ الِاسْتِجْمَارُ، وَبِلَادُهُمْ حَارَّةٌ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمْ لَا يَسْلَمُونَ مِنْ الْعَرَقِ، فَلَمْ يُنْقَلْ عَنْهُمْ تَوَقِّي ذَلِكَ، وَلَا الِاحْتِرَازُ مِنْهُ “. انتهى.

قال الإمام القَرافيُّ المالكيُّ رحمه الله في كتابه: “الذخيرة”: ” إِذَا عَرِقَ فِي الثَّوْبِ بَعْدَ الاسْتِجْمَارِ … يُعْفَى عَنْهُ؛ لِعُمُومِ الْبَلْوَى …؛ وَلِأَنَّ الصَّحَابَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ كَانُوا يَسْتَجْمِرُونَ وَيَعْرَقُونَ”. انتهى.

وجاء في “شرح مختصر خليل” للخُرَشِيِّ المالكيِّ رحمه الله”: ” فَلَوْ عَرِقَ الْمَحَلُّ، وَأَصَابَ الثَّوْبَ، فَلَا يَضُرُّ”. انتهى.

وقد سئل شهابُ الدِّين الرَّمْلِيُّ الشافعيُّ رحمه الله في “فتاويه ” 1/ 33: عَمَّنْ اسْتَجْمَرَ ثُمَّ أَصَابَ رَأْسُ ذَكَرِهِ مَوْضِعًا مُبْتَلًّا مِنْ بَدَنِهِ وَهُوَ يُصَلِّي، هَلْ تَبْطُلُ صَلَاتُهُ وَيَلْزَمُهُ الاسْتِنْجَاءُ وَغَسْلُ مَا أَصَابَهُ؟ فَأَجَابَ:” لَا تَبْطُلُ صَلَاتُهُ، وَلَا يَلْزَمُهُ الاسْتِنْجَاءُ، وَلَا غَسْلُ مَا أَصَابَ مَحَلَّ الِاسْتِجْمَارِ؛ لِقَوْلِهِمْ: يُعْفَى عَنْ أَثَرِ اسْتِجْمَارِهِ وَلَوْ عَرِقَ مَحَلُّهُ وَتَلَوَّثَ بِالْأَثَرِ غَيْرُهُ ” .انتهى.

وعليه: فإنه لا يَضُرُّك هذا الأثرُ اليسير الناشئ عن التعرُّق، وصلاتك صحيحة، والمطلوب منك أن تغسل محلَّ خروج الغائط بعد الفراغ منه وحسب، ثم لا تُشْغِلْ نفسَك ولا تفكِّر بهذا الأمر أكثر مما ينبغي، حتى لا تقع في الوسواس. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *