أشعر بالفراغ وعدم الانسجام. فهل يَحِقُّ لي في هذه الحال طلب الطلاق؟
فتوى رقم 4876 السؤال: أنا زوجة أعمل مدرِّسة وعندي ولدان، مقيمة في إحدى الدول العربية وزوجي (كثير منيح)، رجل صالح وذو خلق حسن، وهو يعمل في مدينة بعيدة عن مكان إقامتي ويأتي بالشهر أربعة أيام فقط، أشعر بالفراغ وعدم الانسجام. فهل يَحِقُّ لي في هذه الحال طلب الطلاق؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بدايةً، أودُّ تذكير السائلة بأن الشيطان يسعى للإيقاع بين الزوجين، وأن يحصل الفراق بينهما، قال تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) [سورة فاطر، الآية 6].
وقد بيَّنت السُّنة الصحيحة حرصَ الشيطان على التفريق بين الأحبة، ولا سيما الزوجــــان، فعن جـابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه، ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ.« رواه مسلم. وبما أن زوجك “كثير منيح” كما تقولين، وأنه “صالح غير مقصِّر في واجباته”، وأن سبب ما تعانيه -بحسب كلامك- هو بعدُه عنك بسبب ظروف العمل، فنصيحتنا لك بأن لا تفكري في موضوع الطلاق أبداً، خاصة، وأن لديك منه أولاد، والمشكلة تكمن في بُعده عنك بسبب ظروف العمل، والشعور الذي تشعرين به، جزء كبير منه هو من الشيطان، فالمعطيات التي ذُكرت في السؤال لا تستوجب الطلاق أبداً، روى أحمدُ في مسنده ، وأبو داود ، والترمذيُّ، وابن ماجه في سننهم عَنْ ثَوْبَانَ مولى رسول الله رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة». والبأس: الشدة والمشقة، كسوء عشرة الزوج، كالضرب أو الإهانة.
وعليه: فننصح السائلة بصرف نظرها عن موضوع الطلاق، والسعي مع زوجها لتأمين عمل له في مكان إقامتها، عسى أن يزول هذا الشعور بالفراغ. والله تعالى أعلم.