هل يجوز إسقاط الحمل، بسبب التعب والمسؤوليات الكبيرة؟
فتوى رقم 4869 السؤال: أنا امرأة متزوجة ولدي أربعة أولاد وعمري 39 سنة، ولديَّ ولد أُرضعه، عمره أحد عشر شهراً، وأنا الآن حامل في الأسبوع الأول، وأعمل لمساعدة زوجي في مصروف البيت، مع العلم أني تعبت كثيراً في المولود السابق، والآن هذا الحمل لا طاقة لديَّ لتحمُّل أعباء الحمل؛ فجسمي صار متعباً والمسؤوليات كثيرة، فهل يجوز لي أن أسقطَ الحمل؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بالنسبة للمسألة التي تسألين عنها، وهي الإسقاط قبل بلوغ الحمل أربعين يومًا؟ فالأصل المنع من الإسقاط، وقد أجاز بعض الفقهاء الإسقاطَ قبل الأربعين يومًا، منهم الفقيه المرداويُّ الحنبليُّ -رحمه الله- في كتابه “الإنصاف” (1/386)، وابن الهُمام الحنفيُّ -رحمه الله- في “فتح القدير” (3/401)، وهو المفتَى به أعند الشافعيَّة. قال الرَّمليُّ الشافعيُّ -رحمه الله- في “نهاية المحتاج” ( 8/443): “الراجح تحريمُه بعد نفخ الروح مطلقًا، وجوازُه قبله”. انتهى. وقال الفقيه القليوبيُّ الشافعيُّ في “حاشيته على شرح المحَلِّي على المنهاج” (4/160): “نعم، يجوز إلقاؤه ولو بدواء قبل نفخ الروح فيه، خلافًا للغزالي”. انتهى.
وعليه: فإن كانت حالتك كما تقولين، فلا مانعَ من الأخذ بقول مَن يقول بالجواز قبل الأربعين يوماً بشرط رضا الزوج، ولكننا ننصح السائلة -إن كانت تتحمَّل ما ذكرَتْه من أعباء- بالإبقاء عليه. والله تعالى أعلم.