الألعاب الالكترونية وما تحتويه من مسمَّيات.
فتوى رقم 4793 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بخصوص الألعاب الالكترونية وما تحتويه من مسمَّيات؛ فبعض الألعاب أو المراحل تحتوي على الأسماء التالية (الملاك ذو الجناح المكسور، نادي الجنة، خارج الجنة، جنة السيارات وغيرها من الأسماء)، (علمًا بأن هذه الألعاب لا تتحدث عن الدِّين أبدًا وإنما مجرد مسمَّيات، وأيضًا فإنَّ معنى ((paradise باللغة الانجليزية: الجنة، وأيضًا يعني المكان المثالي، ولكنني -كلاعب مسلم- أستغفر الله من هذه المسمَّيات وأحاول تجنُّبها, ولكنني بحاجة إلى إجابة واضحة وأتمنى عدم إحالتي إلى أي فتوى أخرى، سؤالي: إذا لعبت مثل هذه الألعاب من دون أن يقع في قلبي شيء، فهل هذا يؤثِّر على عقيدتي؟ هل يعني بأنني أصبح مرتدًّا، والعياذ بالله. آسف على الإطالة, وجزاكم الله خيرًا.
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
أخي السائل، بالنسبة لهذه الألعاب والأسماء التي ذكرتها لا علاقة لها بالرِّدة، فكلُّ العبارات المذكورة ليست من الألفاظ الكفرية وإن كان بعضُها لا يجوز إطلاقه، وأما حكم اللعب بهذه الألعاب الإلكترونية تحليلاً أو تحريماً، فهو يتوقف على معرفة مضامينها التربوية والأخلاقية والعقدية، فالحكم على الشيء فرع عن تصوُّره، والألعاب الإلكترونية ليست كلُّها بمستوى واحد من الخطورة، ، وقد قرَّر أهل العلم أنَّ الوسائل لها حكم المقاصد؛ فإن كانت تلك الألعاب تتضمَّن ترسيخ مفهوم استسهال القتل وسفك الدماء، أو النظر إلى العورات، أو مسائل عقدية تُخرج المسلم من الإسلام، أو تتضمن مفاهيم السيطرة والتحكُّم بما لا طاقة للإنسان به كالسماء والشمس والقمر والريح والبرق…، أو تتضمن كيفية الخديعة بالأصدقاء أو سلوكيات خاطئة؛ كالكذب، والشتم، واللَّعن، والسّبِّ…، أو التعرِّي من خلال اختيار شخصيات تظهر بمظهر يتعارض مع المفاهيم الإسلامية، فلا شكّ حينئذٍ في حُرمة هذه الألعاب التي تُبرمج عقل الطفل والناشئة على مفاهيمَ وسلوكياتٍ مدمِّرةٍ للفرد وللمجتمع، فهذه هي علّة التحريم التي يدور عليها الحكم وجوداً وعدماً. ويضاف إلى ذلك ما إذا كان لهذه الألعاب أضرار صحية على المستوى النفسي أو الجسدي.
وعليه: فإذا خَلَتْ تلك الألعاب الإلكترونية من الأمور التي ذكرناها فلا مانعَ منها، وإلا حرُمَ اللعب بها، وحرُمَ تمكين الأولاد منها. والله تعالى أعلم.
تنبيه: لا يكفي لمن يلعب بهذه الألعاب الإلكترونية أن يكون ممن يستغفر الله أثناء اللعب بها، أو أن يكون على قناعة بعدم اعتقاده بما تحوي تلك اللعبة من مفاهيمَ وعقائدَ مخالفةٍ للإسلام؛ لأن القيام باللعب يجعل النفس مهيئةً للتأثُّر المباشر، ويجعل العقل قابلاً للمشاهدة والسماع والقبول فيما بعد، لذلك فالواجب هو حفظ السمع والبصر والقلب عن تلك المخالفات.