ما هو حكم تعليق الحُجُبِ أو قلادة فيها آية الكرسي؟

فتوى رقم 4759 السؤال : السلام عليكم، ما هو حكم تعليق الحُجُبِ أو قلادة فيها آية الكرسي على الطفل للتحصين من الحسد؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

بالنسبة لما يُكتب من الآيات أو الأدعية في قلادة، أو ما يُكتب في ورق -من القرآن الكريم والأذكار والأدعية الثابتة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- ثم يوضع في خِرْقة من قماش، أو قطعة من جلد، ثم يعلق  فهذا داخل فيما يُعرف بالتميمة، ويسمِّيه البعض الحجاب، فقد اختلف أهل العلم في جواز تعليقها؛ فمن العلماء من يقول: إذا كان من القرآن الكريم والأدعية النبويِّة الشريفة، فلا بأس به مع وجوب اعتقاد أن النافع والضارَّ هو اللهُ تعالى؛ لعموم قول الله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [سورة الإسراء الآية:82]، وهذا عامٌّ، قال الإمام النوويُّ الشافعيُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه “المجموع” (66/9): “أما مَن يعلِّقها متبرِّكاً بذكر الله تعالى فيها وهو يعلم أنْ لا كاشفَ له إلا الله ولا دافعَ عنه سواه فلا بأس بها إن شاء الله تعالى”. انتهى. وقال ابن عابدين الحنفيُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه ” رد المحتار على الدر المختار”(5/232): “ولا بأس بالمعاذات إذا كتب فيها القرآن، أو أسماء الله تعالى“. انتهى.

وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يجوز ذلك لعموم النهي عن التمائم، ولا شكَّ في أن الاحتياط ألَّا يلبسه الإنسان، لكنْ إذا لبسه لا يأثم، ولا نقول: إنه حرام، وقد ذكرنا نصوص أهل العلم في جواز ذلك، إلا إذا كان فيه طلاسم، أو كلمات أو حروف غير مفهومة، أو مما يخالف هَدْيَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فلا شكَّ في حرمته بإجماع علماء المسلمين.

وعليه: فإن تعليق قلادة مكتوب عليها آية الكرسي في رقبة الطفل لا بأس بها إذا قصد بها التبرُّك، مع وجوب اعتقاد أن النافع والضارَّ هو اللهُ تعالى. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *