هل يجوز تطويل الأظافر، والصلاة فيها وهي طويلة؟

فتوى رقم 4527 السؤال: هل يجوز تطويل الأظافر، والصلاة فيها وهي طويلة؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

إنَّ من الفطرة تقليم الأظافر -يعني قصَّها فهذا من السُّنة التي يحرص عليها المسلم بطبعه السليم- روى مسلمٌ في صحيحه من حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه، أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وتقليم الأظافر، ونتف الأبط، وقصُّ الشارب”. واتفق أهل العلم على استحباب تقليم الأظافر وكراهة تطويلها، وليس لذلك وقت معين، بل بمجرد أن صارت طويلة وخرجت عن سمت الأصابع استُحِبَّ تقليمُها، وكلما طالت زادت الكراهة، 

روى مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “وُقِّتَ لنا في قَصِّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمِ الأظْفارِ، ونَتْفِ الإبِطِ، وحَلْقِ العانَةِ، أنْ لا نَتْرُكَ أكْثَرَ مِن أرْبَعِينَ لَيْلَةً”. وروى  أحمدُ في مسنده، وأبو داودُ في سننه وغيرُهما، عن أنس رضي الله عنه، قال: وقَّت لنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قصِّ الشارب، وَقَلْمِ الظُّفر، ونتف الإبط، وحلق العانة، أن لا نترك شيئاً من ذلك أكثر من أربعين ليلة“. قال الإمام النوويُّ -رحمه الله- في كتابه” المجموع” (1/339): “وأما التوقيت في تقليم الأظفار، فهو مُعتبَر بطولها، فمتى طالت قَلَمَها، ويختلف ذلك باختلاف الأشخاص والأحوال، … وقد ثبت عن أنس – رضي الله عنه – قال: وقَّت لنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قصِّ الشارب.. وذكر الحديث. ثم معنى هذا الحديث أنهم لا يؤخِّرون فعلَ هذه الأشياء عن وقتها، فإن أخَّروها فلا يؤخِّرونها أكثر من أربعين يومًا، وليس معناه الإذن في التأخير أربعين مطلقًا، وقد نصَّ الشافعي والأصحاب -رحمهم الله- على أنه يُستحب تقليمُ الأظفار، والأخذ من هذه الشُّعور يوم الجمعة، والله أعلم”.

وقال العلَّامة الدمياطيُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه :”إعانة الطالبين” (2/85): “والمعتبر في ذلك أنه مؤقَّت بطولها عادةً، ويختلف حينئذٍ باختلاف الأشخاص والأحوال” اهـ. ويَحْرُمُ تطويل الأظافر إذا قُصِد بها التشبُّه بالفاسقات والكافرات، لحديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :”مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ”.رواه أبو داودُ في سننه.

وعليه: فيُكره إطالة الأظافر للرجال والنساء إلا إذا قَصَدَتِ المرأةُ التشبُّه بالفاسقات والكافرات فَيَحْرُم، ولا يَمْنَع ذلك مِنْ صحة الصلاة، لكنْ يجب في حالة تطويلها غَسْلُ باطنها ليَصِحَّ الوضوء، وإلا -بأنْ لم يُغْسَلْ باطنُها – لم يَصِحَّ الوضوء، ولم تَصِحَّ الصلاة. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *